مدينة فلورنسا مدينه تشتهر ولها معالم فماذا تعرف عنها وما فيها من اثار وما هي الحروب التي طحنتها
فلورنسا
فلورنسا عاصمة إيطاليا قديماً، وتقع هذه المدينة شمال إيطاليا، وهي عاصمة المقاطعة التي تحمل اسم المدينة نفسها وتعدّ إحدى أكبر مدن تلك المقاطعة، وأكثرها اكتظاظاً بالسكان، وأصبحت فلورنسا عاصمةً لإيطاليا لفترةٍ وجيزة، حيث كانت تعتبر المدينة من أهمّ المراكز الثقافيّة والاقتصاديّة في العصور الوسطى، فكانت المدينة هي الممهّد لعصر النهضة ومهدها وكانت السبب في انتشال أوروبا من عهود الظلام والفقر، واشتهرت المدينة كونها مكان منشأ عصر النهضة، وعرفت في العالم بأسره كمهدٍ للفن والعمارة المتمثلة بالمباني التاريخيّة والمتاحف الغنيّة ومعالمها، بالإضافة لكونها من أهمّ وأجمل مدن العالم، وكان يطلق عليها اسم أثينا العصور الوسطى.
تقع مدينة فلورنسا العريقة وسط منخفض تحيط به المرتفعات، في مكانٍ غاية في الجمال والروعة، وتحيط بالمدينة من جهاتها الثلاث تلال طينيّة، ويعبر منها نهر آرنو الذي يقسم المدينة إلى وادي آرنو السفليّ ووادي آرنو العلويّ، ويعبر المدينة أيضاً عددٌ من الأنهارهي تيرتسولي وغريفي و مونيوني.
تعتبر فلورنسا من أقدم مدن التاريخ حيث عرفت سنة 59 ق.م، وذلك عن طريق تأسيس تأسيس جنود رومان سابقين لقرية (فلورنتيا)، كانت القرية مقرّاً للأسقفيّة منذ بداية القرن الرابع للميلاد، وسيطر عليها البيزنطيّون والفرنجة واللومبارديون والقوط الشرقيون.
بدأت المدينة بالتقدّم والازدهار في القرن العاشر للميلاد، وفي سنة 1115م حصلت على الحكم الذاتي، وشهدت المدينة صراعاً داخليّاً أدى إلى تقسيمها في القرن الثالث عشر للميلاد والذي حدث بين الغولفي التابع للبابويّة الرومانيّة، والغيبيليني التابع للإمبراطوريّة الرومانيّة المقدّسة، فكانت الغلبة للغويلفي في معركة كولي، ولكن الغويلفي انقسموا بعد ذلك بين البيض والسود، لكن هذا الصراع لم يقف عائقاً في وجه تطوّر المدينة وازدهارها، حيث أصبحت من أكثر مدن أوروبا قوةً وازدهاراً، وكان لعملتها الذهبيّة والتي يطلق عليها (الفلورين) الأثر الأكبر في هذا الازدهار حيث غلبت هذه العملة منافستها (بيزا).
أصبحت فلورنسا عاصمةً لإيطاليا بناءً على طلب نابليون الثالث سنة 1865م، وذلك على أساس اتفاقيّة سبتمبر، لكن سرعان ما انتقل هذا القرار لتصبح روما هي العاصمة بعد ستة أعوام إثر انضمامها للمملكة، وتضاعف عدد سكان المدينة في القرن التاسع عشر للميلاد، وفي القرن العشرين ازداد العدد لثلاثة أضعاف أمثاله خاصةً بعد ازدهار التجارة والسياحة والاقتصاد بشكلٍ عام.
احتلت المدينة من قبل الألمان خلال فترة الحرب العالمية الثانية، تم مقاومة هذا الاحتلال، فتقلّدت المدينة نيشان الشجاعة العسكريّة لما أظهرته من شجاعة في مقاومة الاحتلال حتى نالت التحرير، وفاض نهر أورنو سنة 1966م، الأمر الذي أدّى إلى إغراق أغلب مركز المدينة، من ما أدّى إلى إلحاق الضرر بأغلب آثار وكنوز المدينة، بالإضافة إلى وفاة 35 شخصاً من سكان المدينة.