فعلها الإرهاب التكفيري مجدداً وكان قلب مصر هو الهدف هذه المرة، وليس سيناء عند الطرف الشرقي.
تسلل الإرهابيون إلى منطقة الواحات في الصحراء بين محافظات الجيزة والفيوم والوادي الجديد، حيث أقاموا معقلاً سرياً دهمته قوات الشرطة وانتهى باشتباك استشهد فيه حوالي 16 ضابطاً وجندياً.وقُتل فيه 15 إرهابيا
الحادث يؤكد تصميم الجماعات الإرهابية على النيل من مصر كدولة ومؤسسات في محاولة لضربها، وأيضاً تقويض الأمن والاستقرار والدور، استكمالاً للدور المشبوه والخبيث لهذه الجماعات في العراق وسوريا وغيرهما من الدول العربية، بقصد إضعاف مؤسساتها خصوصاً القوات المسلحة والشرطة باعتبارهما العمود الفقري لكيان الوطن وحمايته وصون وحدته واستقلاله.
الهدف واضح وجلي، وهو إضعاف الدولة الوطنية وضرب وحدتها، وتفتيت مكوناتها الاجتماعية والدينية وتمزيقها وبالتالي الانقضاض عليها. ومن دون جدال فإن جماعة «الإخوان» تشكل رأس حربة هذا الإرهاب وإن بمسميات مختلفة، ذلك أن الفكر الإخواني الاستئصالي يرفض الدولة ولا يعترف بوطن، ويعمل على تدمير أركان المؤسسات كهدف نهائي للوصول إلى السلطة.
المعلومات المتوفرة عن العمل الإرهابي الجديد في منطقة الواحات تشير إلى أن المجموعة الإرهابية تمكنت من التسلل من الصحراء الليبية إلى الصحراء الغربية في مصر بقيادة ضابط مصري سابق هارب من الخدمة قاتل في صفوف تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا، ثم انتقل إلى ليبيا بعدما تمت هزيمة هذا التنظيم في أكثر من موقع، وذلك في إطار مخطط انتقال الإرهاب إلى جغرافيا جديدة بديلاً للعراق وسوريا حيث تلفظ التنظيمات الإرهابية أنفاسها الأخيرة.
مصر مستهدفة لأنها الأقوى ولأنها صاحبة الدور، ولأنها درع العرب وسيفهم القادر على التصدي والتحدي ولم الشمل، ولأنها قالت كلمتها في حماية الأمن العربي وفي رفض سقوط الدولة الوطنية، وفي رفضها ضرب الجيوش العربية وتدميرها. ومصر مستهدفة لأن وحدتها الوطنية صامدة رغم المحاولات الفاشلة لضربها وتشويهها، ولأنها تقوم بدور أساسي في لم الشمل الفلسطيني وتحقيق مصالحة تاريخية بين مختلف المكونات والفصائل الفلسطينية لم يستطع غيرها القيام به، وهي نجحت لأنها الصمام والضمان للقضية الفلسطينية، ولعل الجماعات الإرهابية المرتبطة مصلحياً بالعدو «الإسرائيلي» كانت تريد للانقسام الفلسطيني أن يستمر خدمة للعدو «الإسرائيلي».
ما حدث في صحراء الواحات هو صفارة إنذار لمصر بأن الإرهاب قادر على التسلل إلى أي مكان والضرب فيه، ما يستدعي مضاعفة اليقظة والحذر والتأهب والرصد والمتابعة الميدانية، من جانب كل الأجهزة الأمنية والمجتمع المدني وكل المواطنين، والضرب بيد من حديد ومن دون هوادة، لأن التراخي يعطي فرصة لهذه الجماعات أن تكرر جريمتها في أي مكان آخر.
.. حمى الله مصر وأهلها وجيشها ورجال أمنها كي تبقى ذخراً للعرب.