من هو النبي الذي قتله ابليس؟
حياك الله، وزادك تثبتاً. عند رجوعي لأمهات الكتب؛ من السير والتاريخ، وجدت أن ابن عساكر والثعلبي رووا عن كعب وابن عباس -رضي الله عنهما-؛ أن نبي الله زكريا -عليه السلام- هو النبي الذي عاون إبليس على قتله، حيث ذكرت القصة أن امرأة سوء أحبت يحيى -عليه السلام-.
وكانت من أصحاب النفوذ والقوة، وقد امتنع عنها -عليه السلام- حتى طلبت رأسه؛ فقتل -عليه السلام-، وجيء لها برأسه في وعاء "طست"، فقيل إن الله -تعالى- خسف بها وبعائلتها الحاكمة الأرض، فقالت بنو إسرائيل إن هذا غضب الله لزكريا -عليه السلام-.
وأرادوا هم أيضاً أن يغضبوا لمن خُسف بهم؛ فلحقوا زكريا -عليه السلام- لقتله؛ وكان إبليس معهم يدلهم، وبينما هو هارب -عليه السلام- إذ لقي جوف شجرة فُتحت له للاختباء؛ فدخل بها زكريا -عليه السلام-.
وجاء إبليس ليمسك طرف الثوب، ويتركه خارج هذه الشجرة؛ حتى يستدل عليه بنو إسرائيل؛ فلما وصلوها وعلموا أنه داخلها، نشروه بالمنشار وهو داخل الجذع حتى مات -عليه السلام-.
ولا نعلم صحة هذه الرواية على وجه التحديد؛ فقد تكون من مرويات أهل الكتاب، ولكن الذي نعلمه حق اليقين أن الله -جل في علاه- ذم بني إسرائيل؛ لقتلهم الأنبياء، يقول -سبحانه-: (وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ). "آل عمران: 181"