أهلاً بك، وغفر الله لنا ولك. إن للاستغفار فوائد عظيمة وأجور كبيرة تعود على الإنسان، ولكن في حال اقتراف كبائر الذنوب يلزم المسلم مع الاستغفار التوبة الصادقة؛ والتي من شروطها الندم على فعل الذنب، والإقلاع عن فعله، والعزم على عدم العودة إليه، بالإضافة إلى إعادة الحقوق إلى أصحابها إن كانت متعلقة بحقوق العباد.
وذلك لأن الاستغفار يقصد به طلب المغفرة ومحو الذنب؛ وهذا وحده دون توبة قد لا يكفي عند الاستغفار من الكبائر، علق ابن حجر على الحديث الثابت في صحيح البخاري؛ الذي جاء فيه: (إنَّ عَبْدًا أصابَ ذَنْبًا -ورُبَّما قالَ أذْنَبَ ذَنْبًا- فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ -ورُبَّما قالَ: أصَبْتُ- فاغْفِرْ لِي، فقالَ رَبُّهُ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي)، علق عليه قائلاً:
"هَذَا الِاسْتِغْفَارُ هُوَ الَّذِي ثَبَتَ مَعْنَاهُ فِي الْقَلْبِ مُقَارِنًا لِلِّسَانِ، لِيَنْحَلَّ بِهِ عَقْدُ الْإِصْرَارِ، وَيَحْصُلَ مَعَهُ النَّدَمُ فَهُوَ تَرْجَمَةٌ لِلتَّوْبَةِ".