وعليكم السلام ورحمة الله، حياك الله، هناك عدة نقاط يجب أن نوضحها:
أولاً
جزاك الله خيراً لحرصك على البر بوالديك، واعلم أخي بأنَّه إذا كان أباك على قيد الحياة، صحيحاً أو مريضاً مرضاً يرجى شفاؤه، فلا يجوز له أن ينيب عنه أحد في العمرة ولا في الحج.
ثانياً
يجوز للمُعتمر أن يؤدي أكثر من عمرة، سواء كانت هذه العمر عنه أو عن والده المريض الذي لا يُرجى شفاؤه، بشرط أن تكون قد اعتمرت عن نفسك أولاً.
ثالثاً
الشرط الوحيد لصحة عمرتك الثانية هي أن تخرج إلى أقرب الحل للإحرام منه "التنعيم مثلاً"، فقد ثبت أن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قد قامت بأداء العمرة في حجة الوداع، فأدت عمرتين في أقل من عشرين يوماً وقد كانت عمرتها الأولى؛ وهي قادمة من المدينة.
والثانية؛ كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أمرها أن تُحرم للعمرة من التنعيم، فعَنْ عائشَةَ: (أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ مَعَهَا أَخَاهَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَأَعْمَرَهَا مِنْ التَّنْعِيمِ). "متفق عليه"
وفيما يأتي أقوال الفقهاء في أداء العمرة الثانية:
الشافعي
قال -رحمه الله تعالى- أنَّه يكفيه الحصول في الحل، ولو بخطوة واحدة من أي الجهات كان جهات الحل، وهذا هو الميقات الواجب.
الإمام النووي
قال -رحمه الله تعالى-: "إذا كان بمكة مستوطناً أو عابر سبيل، وأراد العمرة فميقاته أدنى الحل".
ابن قدامة
قال -رحمه الله تعالى- على أنَّه لا خلاف في جواز عمرة من كان بمكة من أهلها أو القادمين عليها، فقال: "كل من كان بمكة فهي ميقاته للحج، وإن أراد العمرة فمن الحل، لا نعلم في هذا خلافاً، ولذلك أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الرحمن أن يعمر عائشة من التنعيم".
إنَّ تكرار العمرة من فضائل الأعمال، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما)، "أخرجه مسلم" وبناءً على ذلك فإنه يجوز تكرار العمرة أكثر من مرة في السفرة الواحدة؛ لأنه لم يأت نص بالمنع من ذلك.
والله -تعالى- أعلم.