حياك الله السائلة الكريمة، ورحم الله زوجك وجميع أموات المسلمين، بدايةً لا يجوز للمرأة أن تتزيّن في فترة عدّتها، ودليل ذلك حديث أم عطية نسيبة بنت كعب قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تُحِدُّ امْرَأَةٌ علَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثٍ، إلَّا علَى زَوْجٍ، أرْبَعَةَ أشْهُرٍ وعَشْرًا، ولا تَلْبَسُ ثَوْبًا مَصْبُوغًا، إلَّا ثَوْبَ عَصْبٍ، ولا تَكْتَحِلُ، ولا تَمَسُّ طِيبًا، إلَّا إذا طَهُرَتْ، نُبْذَةً مِن قُسْطٍ، أوْ أظْفارٍ). "أخرجه مسلم"
أمّا بالنسبة لإزالة شعر الجسد أثناء العدّة، فهناك حالتين فيما يأتي ذكرهما:
إذا كان من باب النظافة لا التطيّب؛ كنتف شعر الإبط، أو حلق شعر العانة؛ فهذا جائز ولا حرج، وقال بهذا ابن قدامة -رحمه الله-.
إذا كان من باب التزيّن؛ كنتف شعر الوجه بقصد التزيّن؛ كقص شعر الرأس، وتنظيف الحواجب، وإزالة شعر الذراعين والساقين، فهذا غير جائز ومُخالف لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقال بذلك خليل بن إسحاق المالكي -رحمه الله-.
وقد فصل الشربيني في الحالة الثانية أكثر للتفريق بين الزينة والنظافة مع ذكر أمثلة عليها؛ فقال: "تنبيه: قد علم من تفسير الإحداد بما ذكر: جواز التنظيف بغسل رأس، وقلم أظفار، واستحداد، ونتف شعر إبط وإزالة وسخ ولو ظاهراً، لأن جميع ذلك ليس من الزينة، أي: الداعية إلى الوطء.
وأما إزالة الشعر المتضمن زينة، كأخذ ما حول الحاجبين وأعلى الجبهة: فتمتنع منه ، كما بحثه بعضهم، وهو ظاهر، وأما إزالة شعر لحية أو شارب نبت لها: فتسن إزالته، كما قاله النووي في شرح مسلم".
والله تعالى أعلم.