حيّاك الله السائل الكريم، لقد بيَّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علاجَ هذا الأمرِ في السنةِ النبويةِ المطهرة، حيث قال: (مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أغَضُّ لِلْبَصَرِ، وأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ). "أخرجه البخاري"
ومن هذا المنطلق فإنِّي أنصحك أخي الكريم بدايةً بالزواجِ إن كنتَ قادراً عليه؛ إذ إنَّه سببٌ من أسباب تحصينِ النفسِ عن الوقوع في الحرام، واعلم أنَّ الزواجَ في حقِّك واجبٌ، أمَّا إن كنتَ لا تملكُ نفقات الزواجِ رغم سعيك لإيجادها، ولم تتمكن من الزواجِ، فعليكَ بالصيامِ؛ لما في الصومِ من إضعافٍ للشهوةِ، وتضييقٍ لمجاري الشيطانِ.
كما أنصحك أخي الكريم بإقامةِ الصلواتِ الخمس جماعةً في المسجدِ مراعيًا أركانها وواجباتها وسننها؛ إذ إنَّ الصلاة سببٌ من أسباب البعدِ عن الفحشِ، ودليل ذلك قول الله -تعالى-: (وَأَقِمِ الصَّلَوةَ إِنَّ الصَّلَوةَ تَنهَى عَنِ الفَحشَآءِ وَالمُنكَرِ وَلَذِكرُ اللَّهِ أَكبَرُ)، "العنكبوت: 45" وحاول قدرَ استطاعتك اختيار الصحبة الصالحة التي تُعينك على أمر دينك ودنياك.
وتذكر أخي الكريم قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للفتى الذي جاء يستأذنه بالزنا: (أتُحبُّهُ لأُمِّكَ؟ قالَ: لا واللَّهِ، جعَلَني اللَّهُ فِداءَكَ، قالَ: ولا النَّاسُ يُحبُّونَه لأُمَّهاتِهِم. قالَ: أفتحبُّهُ لابنتِكَ؟ قال: لا واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ، جعَلَني اللَّهُ فِداءَكَ، قالَ: ولا النَّاسُ يحبُّونَه لبَناتِهِم. قالَ: أفتُحبُّهُ لأُخْتِكَ؟ قال: لا واللَّهِ، جعَلَني اللَّهُ فِداءَكَ، قالَ: ولا النَّاسُ يُحبُّونَه لأخواتِهِم). "أخرجه الوداعي وقال: صحيح"
لذلك قبل اقترافكَ لذاكّ الأمر ضع نفسكَ أمام أهلَ هذه الفتاة التي تقومَ بعمل الفاحشةِ معها، ولا تقبل عليها ما لا تقبله على نفسك، وفي الختام أخي الكريم أنصحك بالمبادرة إلى التوبة، والإكثار من الدعاء لنفسك بأن يهديك الله وأن يغفر لك خطيئتك.