حياك الله السائلة الكريمة، وأهلاً ومرحباً بكِ، وأسأل الله أن يهدّئ لكِ بالك، وأن يهدي لكِ زوجك، واعلمي أختي أنَّه يحرم على الرجلِ أن يذهب إلى بيت أمرأةٍ أجنبيةٍ عنه، ما دامت وحدها في هذا المنزل، إذ إنَّ ذلك يُعدُّ من الخلوةِ المحرمةِ، التي قد نهى عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ثبت عن النبي الأمين أنه قال: (لا تُسَافِرِ المَرْأَةُ إلَّا مع ذِي مَحْرَمٍ، ولَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إلَّا ومعهَا مَحْرَمٌ)، "أخرجه البخاري" وقد جاء هذا النهي لما في الخلوةِ من فتحِ بابٍ للشيطانِ؛ والذي قد يوقعهما فيما لا يُحمد عقباه، أمَّا إن كانت هذه المرأة زوجته أو إحدى محارمه، فبالطبعِ يجوزُ له الذهاب إلى بيتها وإن كانت وحدها.
واعلمي أختي الكريمة أنَّ مجرد وجود طفلٍ بين رجلٍ وامرأةٍ لا يجعلهما زوجينِ، إن لم يكن بينهما عقدُ زواجٍ صحيحٍ، وبناءً على ذلك لا يُمكن الجزمُ إذا ما كانَت هذه العلاقة التي بينهما هي علاقةٌ شرعيةٌ أم غير شرعيةٍ، ما لم تخبرينا إن كانا متزوجانِ على سنة الله ورسوله أم لا.
ومن هذا المنطلق عليكِ العلمُ بأنَّه إن كان زوجك غير متزوجٍ من هذه المرأةُ بعقدٍ صحيحٍ، أو لم يكن متزوجها على سنة الله ورسوله، فإنَّ وجود هذا الطفلِ لا يجعلهما زوجينِ، بل إنَّ العلاقة بينهما تكون علاقة غير شرعية والعياذ بالله.
وإن تزوجها على سنةِ الله ورسوله زواجاً صحيحاً مستوفياً جميع أركانه وشروطه، فإنَّها تكونُ زوجته شرعاً، لها ما لكِ وعليها ما عليكِ، وبناءً على ذلك فاعلمي أختي الكريمة أنَّ العبرة ليست بوجودِ طفلٍ بينهما، إنَّما العبرةُ بوجودِ عقدٍ صحيحٍ مستوفي كافة الأركان والشروطِ أم لا.