اسأل الله أن يُعينكِ على طاعته ويوفقك لعبادته؛ فإن الراجح عند الفقهاء أن المحافظة على دعاء القنوت في صلاة الفجر ليس بسنة، بل السنة أن يدعو الإنسان أحياناً ويترك أحياناً أخرى، وتزداد سنيّة الدعاء إذا نزل بالمسلمين نازلة فُيتستحب عندها الدعاء، ولو تركتِ دعاء القنوت مطلقاً فليس عليك شيء؛ لا سجود سهو ولا غيره على الصحيح.
فهذا هو المرويُّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بالأسانيد الصحيحة؛ أنّه مكث شهراً يدعو على حيٍّ من أحياء العرب لمّا قتلوا أصحابه ثم ترك الدعاء، وجاء في ذلك حديث متفق عليه من رواية أنس بن مالك، أمّا الحديث الذي يُخبر بأنّ النبي -صلى الله علين وسلم- ما زال يقنت في الصبح حتى فارق الدنيا؛ فهو حديث ضعيف.
وللعلماء في هذه المسألة أقوال: فبعضهم يرى دعاء القنوت في الصبح بدعة، وبعضهم يرى أنّه سنةٌ يُحافظ عليها ويُشرع سجود السهو لتركها، وبعضهم يرى أنّه سنة ولكن لا يلزم سجود السهو لتركها، وأوسط الأقوال هو ما ذكرته لك ابتداءً إن شاء الله من عدم المحافظة على الدعاء دوماً وعدم سجود السهو لأجل تركه.
وأنصحكِ أن تأخذي بالأسباب التي تُعينك على القيام لصلاة الفجر بقلب حاضر.