1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (177ألف نقاط)
 
أفضل إجابة

حكم صوم مريض القلب؟

  • صوم شهر رمضان من أركان الإسلام.

  • قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[١٨٣] أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ[١٨٤] شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ...﴾ [البقرة: 183 - 185].

  • وقال رسول الله صلوات الله وسلامه عليه: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَالحَجِّ...»، ولا خلاف بين المسلمين في فرض صوم شهر رمضان ووجوب الصوم على المسلم البالغ العاقل المطيق للصوم، وقد وردت الأخبار والأحاديث الصحاح والحسان في فضل الصوم بأنه عظيم وثوابه كبير، من هذا ما ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال مخبرا عن ربه: «يقول الله تعالى كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به...»، وقد فضل الصوم باقي العبادات بأمرين: أولهما: أن الصوم يمنع من ملاذ النفس وشهواتها ما لا يمنع منه سائر العبادات.

  • والأمر الآخر: أن الصوم سر بين الإنسان المسلم وربه، لا يطلع عليه سواه؛ فلذلك صار مختصا به، أما غيره من العبادات فظاهر ربما يداخله الرياء والتصنع، والعبادات في الإسلام مقصود منها تهذيب المسلم وإصلاح شأنه في الدين والدنيا، ومع أوامر الله تعالى ونواهيه جاءت رحمته بعباده إذا طرأ على المسلم ما يعوقه عن تنفيذ عبادة من العبادات، أو اضطر لمقارفة محرم من المحرمات، فأباح ما حرم عند الضرورة: ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ [البقرة: 173]، وفي عبادة صوم رمضان بعد أن أمر بصومه: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾، أتبع هذا الترخيص بالفطر لأصحاب الأعذار: ﴿وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ...﴾ [البقرة: 185]، كما رخص للمتضرر من استعمال الماء في الطهارة للصلاة في التيمم بالتراب.

  • وللمريض في صوم شهر رمضان حالتان: الأولى: أنه يحرم عليه الصوم ويجب عليه الفطر إذا كان لا يطيق الصوم بحال، أو غلب على ظنه الهلاك أو الضرر الشديد بسبب الصوم.

  • والحالة الأخرى: أنه يستطيع الصوم لكن بضرر ومشقة شديدة.

  • فإنه يجوز للمريض في هذه الحالة الفطر وهو مخير في هذا وفقا لأقوال فقهاء الحنفية والشافعية والمالكية، وفي فقه أحمد بن حنبل أنه يسن له الفطر ويكره له الصوم، هذا إذا كان المسلم مريضا فعلا، أما إذا كان طبيعيا وظن حصول مرض شديد له فقد قال فقهاء المالكية: إن الشخص الطبيعي إذا ظن أن يلحقه من صوم شهر رمضان أذى شديد أو هلاك نفسه وجب عليه الفطر كالمريض، وقال فقهاء الحنابلة: إنه يسن له الفطر كالمريض فعلا ويكره له الصيام، وقال فقهاء الحنفية: إذا غلب على الظن أن الصوم يمرضه يباح له الفطر، أما فقهاء الشافعية: فقد قالوا إذا كان الإنسان طبيعيا صحيح الجسم وظن في الصوم حصول مرض فلا يجوز له الفطر ما لم يشرع في الصوم فعلا ويتيقن من وقوع الضرر منه، ومن هذا يتضح أن المريض مرخص له في الإفطار في رمضان بالمعايير السابق بيانها، وكذلك الشخص الطبيعي إذا خاف لحوق مرض به بالصيام بالتفصيل المنوه عنه في أقوال فقهاء المذهب، ولكن ما هو المرض الذي يوجب الفطر أو يبيحه؟ لا جدال في أن نص القرآن الكريم الذي رخص للمريض بالإفطار في شهر رمضان جاء عامًا لوصف المرض؛ ولذلك اختلفت أقوال العلماء في تحديده فقال الكثيرون: إذا كان مرضًا مؤلما مؤذيا، أو يخاف الصائم زيادته أو يتأخر الشفاء منه بسبب الصوم، ولا شك أنه لا يدخل في المرض المبيح للفطر المرض اليسير الذي لا يكلفه مشقة في الصيام؛ ولذلك قال فريق من الفقهاء: إنه لا يفطر بالمرض إلا من دعته ضرورة المرض إلى الفطر، ومتى احتمل الضرورة معه دون ضرر أو أذى لم يفطر، ومن هذا يمكن أن نقول: إن معيار المرض الموجب أو المبيح للفطر بالتفصيل السابق معيار شخصي أي أن المريض هو الذي يقدر مدى حاجته إلى الفطر وجوبا أو جوازا، وله -بل وعليه- أن يأخذ برأي طبيب مسلم متدين يتبع نصحه في لزوم الفطر، أو أن الصيام لا يضره، ومن هنا نعلم أن مريض القلب أو أي مرض آخر عليه أن يستنير برأي الطب فيما إذا كان الصوم يضره أو يستطيعه دون ضرر، وليعلم المسلم أن الله الذي فرض الصوم قد رخص له في الفطر عند المرض، وإذا أفطر المريض وكان يرجى له الشفاء قضى أيام فطره، وإن كان مرضه مزمنًا لا أمل في البرء منه أطعم عن كل يوم مسكينا.

  • ومن الأعذار المبيحة للفطر بالنسبة للنساء الحمل والإرضاع، ففي فقه المذهب الحنفي أنه إذا خافت الحامل أو المرضع الضرر من الصيام جاز لهما الفطر، سواء كان الخوف على نفس المرضع والحامل، و على الولد والحمل جميعا، أو كان الخوف على نفس كل منهم فقط، ويجب على الحامل والمرضع القضاء عند القدرة بدون فدية وبغير تتابع الصوم في القضاء، ولا فرق في المرضع من أن تكون أما أو مستأجرة للإرضاع، وكذلك لا فرق بين أن تتعين للإرضاع أو لا؛ لأن الأم واجب عليها الإرضاع ديانة، والمستأجرة واجب عليها الإرضاع بحكم العقد، وفي فقه المالكية أن الحامل والمرضع سواء كانت هذه الأخيرة أما أو مستأجرة إذا خافتا بالصوم مرضًا أو زيادته، سواء كان الخوف على نفس كل منهما أو على الولد أو الحمل يجوز لهما الإفطار وعليهما القضاء، ولا فدية على الحامل بخلاف المرضع فعليها الفدية، أما إذا خافتا الهلاك أو وقوع ضرر شديد لأنفسهما أو الولد فيجب عليهما الفطر، وإنما يباح الفطر للمرضع إذا تعينت للإرضاع، وقد أجاز فقهاء الحنابلة للحامل والمرضع الفطر إذا خافتا الضرر على أنفسهما والولد والحمل جميعا أو خافتا على أنفسهما فقط، وعليهما في هاتين الحالتين القضاء فقط، أما إذا كان الخوف من الصوم على الولد فقط فلهما الفطر وعليهما القضاء والفدية، وأوجب فقهاء الشافعية على الحامل والمرضع الفطر في رمضان إذا خافتا بالصوم ضررا لا يحتمل في أنفسهما والولد جميعا، أو على أنفسهما فقط، وعليهما القضاء فقط في الحالتين الأوليين، أما في حالة الخوف على الولد فقط فعليهما القضاء والفدية.

  • وبعد فإن الله قد يسر للمسلمين عبادته وقال سبحانه: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: 16]، وإن الله سائل كل مسلم عن أمانة العبادة وغيرها من الأمانات حفظ أو ضيع، وهو العليم بالسرائر المحاسب عليها، فليتق الله كل مسلم وليؤد ما فرض الله عليه ولا يختلق أعذارا ليست قائمة بذات نفسه توصلا للتحلل من تأدية العبادة.

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ويوفق للخير والحق.

  • المبادئ 

  •  مريض القلب أو غيره عليه أن يستنير برأي الطب فيما إذا كان الصوم يضره أو يستطيعه دون ضرر.

  •  المريض الذي يرجى برؤه يقضي أيام فطره، أما إن كان مرضه مزمنًا ولا أمل في البرء منه فيطعم عن كل يوم مسكينا.

اسئلة متعلقة

0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة 129 مشاهدات
...