ما قول سادتنا العلماء الأعلام فيمن سب مسلمًا بما لفظه: مَنْ أنت وَمَنْ تكون يا كافر يا ملعون يا عدو الله ورسوله يا يهودي يا نصراني يا خنزير يا كلب، ثم عقَّب بعد السب بقوله: ما قدرك إلا الضرب بالنعال. وتكرر منه القول عمدًا بحضور الجم الغفير حال كونه صحيح العقل والبدن، فما الحكم على قائل هذا القول الشنيع؟ فهل يُرد عليه قوله ويصير به كافرًا مرتدًّا والعياذ بالله أم لا؟ فإن قلتم بكفره وردته لحديث: «مَنْ قَالَ لِمُسلِم يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا». فهل تطلق زوجته ويستباح ماله ودمه إن لم يتب ويرجع للإسلام، وإن قلتم بعدم كفره وردته فما الحكم عليه في حق أخيه المسلم إن لم يسامحه ويعفو عنه، وكان جواب الثاني للبادئ مستندًا للحديث: «مَنْ قَالَ لِمُسلِم يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا» إلى آخر الحديث، ليس أنا بكافر ولا ملعون ولا عدو لله ورسوله ولا نصراني ولا يهودي، إلى آخره. أفتونا مأجورين، إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.