0 معجب 0 شخص غير معجب
131 مشاهدات

1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (177ألف نقاط)
 
أفضل إجابة

حكم نبوة آدم عليه السلام

  • رأى المجلس أن نبوة آدم عليه الصلاة والسلام يدل عليها الكتاب والسنة؛ لأن النبي في عُرف الشرع: رجلٌ أُوحي إليه من الله تعالى بشرع، وهذا منطبق على آدم عليه السلام، بدليل الآيات القرآنية، مثل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران:33]، وقوله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [طه:115]، وقوله تعالى: {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [طه:122]، وقوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا} [النحل:36].
  • فسيرة البشرية قبل نوح عليه السلام كانت في حاجة إلى هُدًى ربانيٍّ وإرشادٍ إلهي، وهو ما حمله آدم عليه السلام إلى أبنائه.
  • فالآيات القرآنية المتحدثة عن آدم -وإن لم تُصرِّح بنبوته كما صرحت بنبوة غيره من الأنبياء- فقد دلت دلالةً قويةً على نبوته، وقد نصَّ جمهور المفسرين على أن آدمَ نبيٌّ من الأنبياء، فالإقرار بنبوته من أساسيات التصور الإسلامي ومسلَّماته.
  • كما اعتمد علماؤنا في إثبات النبوة لآدم عليه الصلاة والسلام على الأحاديث النبوية، ومن أبرزها: الحديث الصحيح المروي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه: أنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ الله، أنَبِيٌّ كَانَ آدَمُ؟ قَالَ: «نَعَمْ»[1].
  • ثم إن المجلس -وإن كان يرى نبوة آدم ثابتةً بالأدلة الشرعية الكافية لإثباتها- لا يحكم بكفر مَن لم ير هذه الأدلة كافية؛ عملًا بالقاعدة التي تقضي بأن تكفير المسلم لا يُحكم به إلا بدليلٍ قاطعٍ، والأدلة التي أوردها المجلس بشأن نبوة آدم تُوجب الحكمَ بفسق مُخالفها، لا بكفره.
  • والمجلس يؤكد أن بحث مثل هذا الأمر في هذا الوقت العصيب والمرحلة التاريخية من حياة الأمة الإسلامية التي تواجه الشدائد والمحن واعتداء المعتدين عليها؛ أمرٌ لا ينبغي أن يُثار بين المسلمين، ولا ينبغي أن تُستنزف فيه جهود العلماء، وتضيع فيه أوقاتهم الثمينة، حتى لا تؤدي إلى تفريق كلمة المسلمين، وإضعاف صفوفهم، وشغلهم عن قضاياهم الأساسية.

والله تعالى أعلم.

اسئلة متعلقة

...