0 معجب 0 شخص غير معجب
105 مشاهدات
في تصنيف فتاوي بواسطة (177ألف نقاط)

ما الحكم الشرعي في المتاجرة أو تعاطي المخدرات كالحشيش والأفيون والهروين، وما يشبه ذلك من تلك السموم؟

1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (177ألف نقاط)
 
أفضل إجابة

حكم تجارة المخدرات وتعاطيها؟

  • 1- من فضل الله تعالى ورحمته بعباده أن أحل لهم الطيبات وأن حرم عليهم الخبائث، أحل لهم الطيبات التي تتعلق بمأكلهم ومشربهم وملبسهم وغير ذلك مما يتعلق بمختلف شؤون حياتهم، وحرم عليهم الخبائث التي يترتب على الوقوع فيها ما يؤدي إلى الضرر بهم في دينهم وفي دنياهم، وهناك نصوص كثيرة من كتاب الله تعالى ومن سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- تؤكد هذا المعنى وتقرره، فمن الآيات القرآنية قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ[١٧٢] إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ[١٧٣]﴾ [البقرة: 172 - 173].

    ومن الأحاديث النبوية ما رواه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور متشابهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام».

    2- وعلى رأس الخبائث التي حرمها الله تعالى المخدرات بشتى صورها وبمختلف أنواعها وأسمائها، وقد عرفت المخدرات بأنها المادة التي يؤدي تعاطيها إلى حالة تخدير كلي أو جزئي مع فقدان الوعي بصورة قد تختلف من شخص إلى آخر، وهذا التعريف -كما يبدو- مأخوذ من أصل معنى الكلمة في اللغة العربية؛ إذ الخدر في اللغة معناه: الكسل والثقل، قال صاحب المصباح المنير جـ 1 صـ 225: خدر العضو خدرا من باب تعب إذا استرخى فلا يطيق الحركة، وقد قسمها الخبراء حسب مصدرها إلى: مخدرات طبيعية: وهي المشتقة من نباتات الخشخاش والقنب والكوكا كالحشيش والأفيون والمورفين والكوكايين.

    وإلى مخدرات تخليقية: وهي التي تصنع في المعامل والمصانع بطريقة كيميائية كالعقاقير المهبطة والمنشطة
    [1].

    3- وكلامنا هنا إنما هو عن المخدرات التي ثبت ضررها ثبوتا مؤكدا كالحشيش والأفيون والكوكايين وغير ذلك مما يشبهها في مفاسدها وأضرارها سواء أكانت تلك المفاسد تحدث عن طريق الشرب أو الشم أو الحقن، ولقد تكلم العلماء قديما وحديثا كلاما طويلا عن أضرار المخدرات:

    أ) فذكروا أن من أضرارها الصحية أنها تؤثر في أجهزة الجسم فتضعفها بعد أن كانت قوية، وتغرس فيها الكسل والبلادة بعد أن كانت نشطة ذكية.

    قال بعض العلماء: المدمن على تعاطي المخدرات يصاب جسمه بالوهن والضمور وشحوب الوجه وضعف الأعصاب وغالبا ما ينتهي الإدمان بصاحبه إلى الجنون
    [2].

    وجاء في إحدى نشرات وزارة الصحة: «والمخدرات تضعف مناعة الجسم وتقلل من قدراته على مقاومة الأمراض»
    [3].

    ب) وذكروا أن من أضرارها الاقتصادية: أنها تجعل متعاطيها يضيع الكثير من أمواله في هذه السموم التي تفسد عليه معيشته وقد يبيع ضروريات حياته وقد يأخذ قوت أولاده وقد يعتدي على مال زوجته وقد يترك أهله جياعا وقد يقترض من غيره قروضا لا طاقة له بسدادها كل ذلك من أجل شراء تلك المخدرات التي تعود عليه بأسوأ النتائج.

    وفوق ذلك فإن انتشار المخدرات في أية أمة يؤدي إلى ضعف إنتاجها بسبب شيوع روح الكسل والعجز بين أبنائها كما يؤدي إلى ضياع عشرات أو مئات الملايين من العملة الصعبة من أموالها مع أنها في حاجة شديدة إلى هذه الملايين لسداد ديونها أو لزيادة إنتاجها أو لإنفاقها في الوجوه التي تعود عليها بالخير والتقدم، وأشقى الأمم أمة تنفق الكثير من أموالها في الشر لا في الخير وفيما يضرها لا فيما ينفعها.

    جـ) وذكروا من أضرارها الاجتماعية: أنها على رأس الأسباب التي تؤدي إلى تفكك الأسرة وإلى شيوع ما هو أبغض الحلال إلى الله تعالى -وهو الطلاق- وإلى عدم الشعور بالمسؤولية نحو الأبناء، وكيف يكون عند متعاطي المخدرات شعور بالمسؤولية نحو أسرته وهو يفقد هذا الشعور نحو نفسه، ومن القواعد المقررة أن فاقد الشيء لا يعطيه.

    د) ولا أريد أن أتوسع في الكلام عن أضرار المخدرات من الناحيتين: الدينية والخلقية، فإن ذلك معروف للعام والخاص، ويكفي أن المتعاطي لهذه السموم قلما يحافظ على فرض من فرائض الله تعالى، وقلما يعتنق مكرمة من مكارم الأخلاق، ولقد قال فضيلة الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت -رحمه الله- في إحدى فتاواه: والحشيشة تذهب بنخوة الرجال والمعاني الفاضلة في الإنسان وتجعله غير واف إذا عاهد وغير أمين إذا ائتمن وغير صادق إذا حدث، وتميت في الإنسان الشعور بالمسؤوليات والشعور بالكرامات وتملؤه رعبا ودناءة وخيانة لنفسه ولمن يعاشر، وبذلك يصبح عضوا فاسدا موبوءً في المجتمع.

اسئلة متعلقة

...