مراحل نشأة علم التفسير
يعتبر التفسير هو أول علم نشأ لكتاب الله تعالى، فقد تم إنشاء هذا العلم منذ عصر النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، فكان الصحابة يفهموه لأن أصلهم عربي أصيل، وكانوا رضوان الله عليهم يسألوا النبي فيما يجدوه عسيراً، وكان عليه الصلاة والسلام يرد عليهم بالإجابة.
فقد كان عليه أفضل الصلاة والسلام، يوضح ما يمكن توضيحه من ألفاظ ومن معاني، ويبين ويقوم بتفصيل جمال القرآن العظيم وذلك عن طريق الأحاديث الشريفة، كما كان عليه أفضل الصلاة والسلام يقوم بانتظار الوحي، ليجمل له الأحكام إجمالاً، ومراحل نشأة هذا العلم، هي مرحلتين وهما كالآتي:
مرحلة الفهم وتلقي المعلومات إحدى مراحل نشأة علم التفسير
كانت توجد هذه الخطوة في عصر رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه، وفى عصر الصحابة والتابعين عليهم السلام، وتعتبر هذه هي أول خطوة من خطوات علم تفسير كتاب الله عز وجل، وكما ذكرنا سابقاً فإن في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان القرآن يفسر نفسه بنفسه، حيث إذا ذكر شيء في القرآن باختصار في آية من آيات القرآن الكريم، كان يوجد في آية أو آيات أخرى بالتفصيل.
أو كان الصحابة يسألون أكثر الناس معرفة بالقرآن الكريم، ألا وهو رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كما أنه في نطاق ضيق يتم تفسيره بواسطة الصحابة المقربين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، مثل أبو بكر الصديق وعثمان بن عفان وعمر بن الخطاب، وعلى بن أبي طالب وغيرهم من المقربين للنبي، عليه أفضل الصلاة والسلام.
مرحلة تدوين التفسير إحدى مراحل نشأة علم التفسير
تم بدء هذه الخطوة في أواخر العهد الأموي وأوائل العهد العباسي، وقد تم بدء هذه الخطوة في العام الثاني من الهجرة، وذلك مع بداية كتابة الحديث النبوي، وكانت تلك المرحلة تنقسم لفترتين:
أول فترة، في هذه الفترة كان التفسير تابع لأبواب الحديث، ومن العلماء الذين كتبوا أثناء تلك الفترة شعبة بن الحجاج، وسفيان بن عيينة.
ثاني فترة، أما هذه الفترة اعتبر العلماء التفسير ليس متبوع للحديث الشريف، واعتبروه علم مستقل بنفسه، ومن أشهر علماء تلك الفترة، ابن ماجة، وابن المنذر.