متى يجرى تحليل الغدة الدرقية لحديثي الولادة
يستدل من حدوث أي خلل في إفرازات الغدة الدرقية على عدم كفاية إنتاجها الهرموني بالنسبة للجسم، وهي حالة نادرة الحدوث، حيث تحدث لطفل من كل 3000 أو 4000 طفل، وهي عادةً ما تحتاج لعلاج دائم طيلة العمر، وهذا لما تمثله من دور هام لصحة الجسم، وخاصةً في مرحلة الطفولة، حيث تساعد على نمو الجسم عامةً والدماغ خاصةً، مما يؤدي لحدوث فشل في النمو الجسدي أو العقلي “الإعاقة الذهنية” إذا لم تعالج.
الجدير بالذكر أن علاج قصر إفرازات الغدة الدرقية بشكل جيد، عقب اكتشافه وتشخيصه في مرحلة مبكرة يؤدي إلى تمتع الطفل بحياة شبه طبيعية، والآن هيا لنا نعرف الأسباب التي قد تؤدي إلى قصر الإفراز الهرموني للغدة الدرقية، ومتى يتطلب الأمر إجراء التحليل الخاص بها.
وقصر الغدة الدرقية قد يكون خلقيًا، أي يولد به الطفل منذ أول ساعة بعمره، وقد يصاب به بعد ميلاده، وبالنسبة للنوع الأول منه “القصر الخلقي” فهو قد يكون كلي أو جزئي، مما يضمن عدم توافر هرمونات كافية لكافة التطورات الجسدية والدماغية التي ستحدث للطفل بعد ولادته.
في معظم الأحيان، لا تلاحظ العلامات الخاصة بقصر الغدة الدرقية لدى حديثي الولادة ظاهرة أو جلية، وبناءً عليه ينبغي إجراء الفحص لإعاقة أي خلل في النمو الجسدي أو الدماغي، وكل ما يلزم للفحص هو أخذ سحبة دم من الطفل عبر كعب القدم، مع وضع بضع قطرات من هذه السحبة على شريحة زجاجية حتى تخضع للتحليل المعملي، حيث يقوم أخصائي المعمل بقياس عدد 2 نوع من الهرمونات التي يتم من خلالها تحديد مدى كفاءة الغدة الدرقية بجسم الطفل، وهم:
- هرمون “T4” المفرز بالغدة الدرقية.
- هرمون “TSH” الذي يتولى تنشيط الغدة النخامية أو كما تعرف بالجار درقية، ويتمثل دوره في بث الإشارات للغدة الدرقية لتحفيزها لإنتاج المزيد من هرمون T4 في حالات الإفراز المنخفض أو غير الكافي.
إذا إزداد منسوب هرمون الـ TSH لدى الطفل، أو نقص منسوب هرمون T4 لديه. فإن هذا يتسبب في إصابة الطفل بقصر الغدة الدرقية الخلقي.
ينصح بإخضاع الأطفال حديثي الولادة لفحص قصور الغدة الدرقية بدايةً من اليوم الثالث من العمر، كما يجب أن تخضع الأطفال الرضيعة لنفس الفحص قبل مغادرتهم للمستشفى في ساعةٍ مبكرة عن وقت الرحيل، وبالرغم من كون هذا الاختبار قد يعرض لنا نتيجة كاذبة وغير صحيحة، حيث يتوقع عادةً ملاحظة ارتفاع نسبي في معدل هرمون TSH قبل بلوغ اليوم الثالث من العمر.