حكم ذكر اسم الله على الأضحية
اتفق الفقهاء على أن التسمية وذكر اسم الله تعالى عند الشروع في ذبح الأضحية أمر لا بد منه، لكنهم اختلفوا في الحكم الشرعي لهذه التسمية، وكذلك اختلفوا في حكم الأكل من الأضحية التي لم يذكر اسم الله تعالى عليها إلى 3 أقوال على النحو التالي:
رأي الحنفية والحنابلة والمالكية
يرى الحنفية والحنابلة والمالكية أن ذكر اسم الله تعالى على الأضحية أمر واجب فلا يجوز للمسلم تركها وذلك لقوله تعالى:
(وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ).
أما إذا نسى المسلم التسمية، فهو غير مؤاخذ بنسيانه، لقوله صلى الله عليه وسلم:
( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه).
وبالتالي يجوز له الأكل من الأضحية، كما يجازيه الله تعالى عن أضحية جزاء كامل ، والله أعلم.
رأي الشافعية
وهو رأي الشافعية، ويرون أن التسمية سنة عند ذبح الأضحية، ودليلهم في ذلك بالحديث الذي ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن:
(أنَّ جَارِيَةً لِكَعْبِ بنِ مَالِكٍ تَرْعَى غَنَمًا له بالجُبَيْلِ الذي بالسُّوقِ، وهو بسَلْعٍ، فَأُصِيبَتْ شَاةٌ، فَكَسَرَتْ حَجَرًا فَذَبَحَتْهَا به، فَذَكَرُوا للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأمَرَهُمْ بأَكْلِهَا).
رأي ابن تيمية
وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية ورواية للإمام مالك والإمام أحمد، ويرون أن التسمية شرط صحة للأضحية، وأنها لا تسقط بسهو أو نسيان أو غيرهما، كما لا يجوز الأكل من الأضحية التي لم يذكر اسم الله تعالى عليها.
ولعل أقرب الأقوال إلى الصواب، والذي تميل إليه النفوس هو القول الأول، فالإسلام دين يسر وسماحة، يرفع عن أتباعه الحرج، وييسر لهم أمور ديناهم ودنياهم قدر المستطاع.