هل يجوز جمع المغرب والعشاء قبل دخول وقت العشاء
الإجابة عن سؤال هل يجوز جمع المغرب والعشاء قبل دخول وقت العشاء تكون نعم، يجوز الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء قبل دخول وقت العشاء فيما يعرف بجمع التقديم، حيث يتم أداء صلاة العشاء مع صلاة المغرب في وقت صلاة المغرب، وذلك مع مراعاة أداء الفروض بالترتيب المغرب ثم العشاء.
ويجيب علماء الفقه والشريعة حول مسألة جواز الجمع بين المغرب والعشاء قبل دخول وقت العشاء بأن ذلك يحدث في عدد من الحالات المحددة ومنها:
1- الجمع في حالة السفر
تعددت آراء الفقهاء حول الجمع بين صلاة المغرب والعشاء في السفر وهذه الآراء كانت كالتالي:
- ذكر البعض أنه يجوز الجمع بين المغرب والعشاء والدليل على ذلك ما رواه رواه أنس-رضي الله عنه-، حيث قال:
(كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ، أخَّرَ الظُّهْرَ إلى وقْتِ العَصْرِ، ثُمَّ نَزَلَ فَجَمع بيْنَهُمَا، فإنْ زَاغَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أنْ يَرْتَحِلَ صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ رَكِبَ).
- ذكر رأي آخر وهو المذهب الحنفي بأنه لا يجوز الجمع بين العشاء والمغرب وقال أنه الأفضل تأخير صلاة المغرب لآخر وقتها وبعدها تؤدي صلاة العشاء في بداية وقت بحيث لا يحدث جمع بين الصلاتين، استدل على ذلك بما رواه أبو قتادة -رضي الله عنه-
عن النبي -صلى الله عليه وسلم – قال: (ليسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إنَّما التَّفْرِيطُ علَى مَن لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةَ الأُخْرَى).
2- الجمع في حالة المرض
تعددت آراء الفقهاء في الجمع في حالة المرض وذلك على النحو الآتي:
- يجوز الجمع بين المغرب والعشاء في حالة المرض والدليل على ذلك ما رواه ابن عباس قال:
(جمَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بينَ الظهرِ والعصرِ وبينَ المغربِ والعشاءِ بالمدينةِ مِنْ غيرِ خوفٍ ولا مطرٍ).
- هذا الرأي هو رأي كل من الحنابلة والمالكية، كما أجاز المالكية جمع التقديم لمن خاف على نفسه من الحمى أو الإغماء.
- لكن الشافعية يرون أنه لا يجوز الجمع بين المغرب والعشاء في حالة المرض لعدم ثبوت ذلك عن الرسول عليه الصلاة والسلام.
3- الجمع في حالة المطر المبلل للثياب
- اتفق جمهور أهل العلم أنه يجوز الجمع بين العشاء والمغرب والدليل على ذلك:
رواه ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: (صَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا، في غيرِ خَوْفٍ، وَلَا سَفَرٍ).
- لكن المالكية والحنابلة أباحوا ذلك فقط في صلاة الظهر والعصر، أما الشافعية فهم يرون جواز الجمع بين المغرب والعشاء.
4- الريح الشديدة
- في حالة الرياح الشديدة أو البرودة والظلمة فإنه يباح للمسلم الجمع بين المغرب والعشاء وذلك وفق ما ذكره الحنابلة.
5- الجمع في حالة الخوف
- يجوز الجمع بين الصلاتين في حالة الخوف من عدم الصلاة في وقتها بسبب النوم مثلا: وقد استشهد على ذلك بما يلي:
رواه عبد الله بن عباس -رضي الله تعالى عنهما- : لماذا فعل ذلك -رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال إنه -صلى الله عليه وسلم- أراد ألا يُحرج أمته.
- استدل هذا الرأي على أن ابن عباس ذكر أن النبي جمع بين صلاتين من غير خوف، لأنه في وقت الخوف أولى الجمع، لكن الشافعية خالفوا هذا الرأي.
6- الجمع بين مزدلفة وعرفة
- أباح كل أهل العلم الجمع بين المغرب والعشاء في المزدلفة وعرفة لأن ذلك يعد سنة عن الرسول عليه الصلاة والسلام.