حُكم تربية القطط
وبعد أن تعرفنا بالتفصيل على إجابة سؤال هل يجوز شراء القطط سنتناول الآن حكم تربيتها، حيث يجوز للمسلم أن ينتفع بكل مباح وأن يمتلكها ما لم يكن أحد قبله يملكها وينتفع بها، لأن الناس شركاء في هذا الأمر وعلى سبيل المثال، فإن هذه الأشياء المقبولة هي أخذ الحطب أو الأخشاب من الغابات واستخدام الأشجار للانتفاع بها.
وبالمثل يجوز أخذ القطط بغرض تربيتهم وإيوائهم، بشرط ألا يتعدى ذلك على حقوق أي من الناس، على سبيل المثال إذا كانت هذه القطط مملوكة، أو إذا كان لديهم مرض يسبب عدوى تضر بالإنسان والمجتمع، وإذا ثبت أن لا أحد يملكها، وأنه لا ضرر في امتلاكها، فلا حرج في ذلك بشرط أن يطعمها، ويسقيها، ولا يعذبها، وإن لم يستطع إطعامها فعليه أن يتركها لتأكل من خشاش الأرض.
أما إذا كان هناك مبالغة واضحة في تربية القطط بسبب الحرص الشديد عليها والمبالغة في تزيينها والإنفاق عليها، وهذا غير مقبول لأنه من الأنسب للمسلم أن يهتم بإطعام أسرته إذا كان لديه ما يكفيهم، والاهتمام بما يمكن أن يقدمه لفقراء المسلمين، فضلًا عن الاهتمام بتربية القطط وتزيينها، بل هو إسراف وتبذير، لا يعتبران من الدين، بل يحرمه الإسلام.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن القطط طاهرة من تلقاء نفسها وأن نظافتها تخل بأجسادها جميعًا حتى لعابها وفمها، فالإناء الذي تأكل منه لا ينجس، والطعام الذي يمسّه لا ينجس، وإذا كانت قطة تعيش في أحد المنازل تشرب من وعاء، أو تأكل من طعامهم، فإنها لا تنجس ما لمسته وما أكلت منه.