سأعتمر الأسبوع القادم، واطلعت على كيفية أداء العمرة بكل تفاصيلها، وكان من بين الأشياء التي عرفتها الدعاء في الطواف، وقيل إن الدعاء في الطواف له فضل، لكنه لم يكن مكتوبًا، وأريد أن أعرفه، فما فضل الدعاء في الطواف؟
أهلاً وسهلاً أخي الكريم، فالطواف حول الكعبة كالصلاة، فلا بد للحاج والمعتمر، أو المتطوع بطوافه حول الكعبة أن يكون كل وقت طوافه حولها منشغلاً بطاعة الله -تعالى- كالذكر وقراءة القرآن والدعاء، وفضل الدعاء أثناء الطواف يتمثل باستجابة الله -تعالى- لدعاء الطائف أثناء طوافه حول الكعبة، بالإضافة إلى أن أجر طوافه أعظم إن اشتغل بالطاعات كالدعاء، عن كلام الدنيا فهو أكمل للأجر.
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الطَّوافُ حَولَ البيتِ مِثلُ الصَّلاةِ، إلَّا أنَّكم تتكلَّمونَ فيه، فمن تكلَّمَ فيه فلا يتكَلَّمنَّ إلَّا بخيرٍ)، "أخرجه الترمذي، صحيح" وما ورد في أن الدعاء مستجابٌ عند أول رؤية الكعبة فهي أحاديث شديدة الضعف ولا تصح.
لكنَّ العلماء ذروا أنَّ الدعاء عند الكعبة في كل أحواله مستجابٌ بشروطه، كالإخلاص وحسن الظن بالله -تعالى-، وعدم استعجال الإجابة، والإلحاح على الله -تعالى-، والثناء عليه -سبحانه-، والصلاة على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، والكسب الحلال وغيرها، فاجتهد في دعائك عند طوافك حول الكعبة، واحتسب أجرك عند الله -تعالى- الذي زرت بيته.