تقوم جدتي بذكر الله تعالى طوال الوقت، وقد وصلت إلى عمر الثمانين وما زالت صحتها العقلية في أكملها، فهل هناك فوائد لذكر الله للعقل؟
أهلاً وسهلاً أخي الكريم، فإن الغاية من ذكر الله -تعالى- ليس بفوائده، وإنما الغاية منه هو التقرب من الله -عز وجل- ونيل رضاه، وصلة القلب به، لكن مع قيام الذاكر بكثرة ذكره لله -تعالى- إن كان مخلصاً حاضر القلب بذكره؛ فإنه يتحصل بذلك فوائد عديدةٍ منها قوة البدن، وهذا أمرٌ عامٌ لجميع أعضاء البدن، فيدخل ضمن فوائد الذكر قوة العقل وصحته.
ودليل ذلك توجيه النبي -صلى الله عليه وسلم- لفاطمة وزوجها علي -رضي الله عنهما- عندما طلبا خادماً، فقال لهما: (ألَا أُعَلِّمُكُما خَيْرًا ممَّا سَأَلْتُمَانِي؟ إذَا أخَذْتُما مَضَاجِعَكُما تُكَبِّرَا أرْبَعًا وثَلَاثِينَ، وتُسَبِّحَا ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ، وتَحْمَدَا ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ؛ فَهو خَيْرٌ لَكُما مِن خَادِمٍ)، "أخرجه البخاري" وقد أشار إلى ذلك العلماء، كالإمام ابن القيم، فذكر في كتابه الوابلُ الصيِّبُ ستين فائدة للذكر.
هذا والله -تعالى- أعلم.