كنت أقصّ على ابني قصة إعادة قريش لبناء الكعبة وردة فعل النبي الحكيمة، ولكن خطر ببالي سؤال وأريد أن أعرف إجابته، لماذا أعادت قريش بناء الكعبة؟
بنُيت الكعبة المشرف من قِبل قريش قبل بعثة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بخمس سنوات، وكان بناء الكعبة في ذلك الوقت مجرد حجارة موضوعة ومرصوصة فوق بعضها من دون طين يُمسكها ويثبتها
وأدت كثرة اصطدام السيول بالكعبة إلى إحداث أثر أدى لاضطراب متانتها، مما جعل الكعبة تمتلئ بالتصدعات وضعف بنائها وبناء جدرانها، حتى كادت أن تنهار، فقررت قريش إعادة بناء الكعبة بناءً متينًا يصمد أمام هذه السيول وأمام أي عوامل أخرى.
ولما اتخذوا قرار إعادة بنائها، اقترح أبو وهب بن عمرو أن لا يُدخِلوا في بنائها إلا من كسبٍ طيب، وذلك لعظيم مكانتها عندهم، إلا أن قريشاً هابت وخافت من هدم الكعبة خشيةً من أن يغضب الله -تعالى- عليهم، فباشر الوليد بن المغيرة بالهدم وهو يقول: "اللهم لم نزغ، ولا نريد إلا الخير"، فهدم من ناحية الركنين.
وفي ليلة إعادة البناء خاف النايس وترقبوا بهدوء هل سيصابوا بشر بسبب إعادتهم للبناء أم لا، فلما رأوا أنه لم يحدث شيء ذهبوا وبدأوا بمعاونة أبو وهب وأكملوا هدمها وأبقوا أساساتها التي وضعها إبراهيم -عليه السلام-، ثم باشروا بمرحلة البناء، فتمَّ تقسيم العمل بين القبائل، وتولت كل واحدة منها ناحية من نواحي الكعبة، وبنوها بحجارة الوادي.