حضرت محاضرة لأحد المشايخ تحدّث فيها عن حكم وكفارة الإفطار في رمضان، وعن قضاء رمضان وحكم الإفطار في صيام القضاء، ولكن بعض المسائل لم أفهمها جيداً، واستفساري عن الذين يباح لهم الفطر في رمضان ويجب عليهم القضاء؟ من هم؟ مع الشكر.
حيّاك الله، يمكن الإجابة على سؤالك في معرفة الأصناف الثلاثة التي يدور حكم الفطر والقضاء عليهم، وذلك كما يأتي:
الذين يُباح لهم الفطر ويجب عليهم القضاء
وهما المسافر، والمريض الذي يُرجى برؤه وشفاؤه، فإنّه يباح لهما الفطر في رمضان، ويجب عليهما القضاء، قال -تعالى-: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ). "سورة البقرة: 184"
ويجوز للحامل والمرضع أن تفطرا في رمضان، ويجب عليهما القضاء فقط إذا كان سبب الإفطار خوفاً على نفسيهما، وإن أفطرتا خوفاً على الجنين فيلزمهما مع القضاء فدية؛ وهي إطعام مسكين عن كل يوم.
الذين يجب عليهم الفطر والقضاء معاً
وهما المرأة الحائض والنفساء، فيجب عليهما الفطر ولا يصّح صومهما، ويلزمهما قضاء كل يوم قد أفطرتا به، ودليل ذلك قول أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كنَّا نَحيضُ على عَهْدِ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-، ثمَّ نَطهرُ، فيأمرُنا بقضاءِ الصِّيامِ، ولا يأمرُنا بقضاءِ الصَّلاةِ). "أخرجه الترمذي، صححه الألباني"
الذين لا يجب عليهم الصيام ولا قضاء عليهم
وهم المجنون، والصغير الذي لم يبلغ، وكبير السن الذي لا يقدر على الصوم، والمريض الذي لا يرجى شفاؤه، فيلزمهما دفع فدية عن كل يوم أفطراه، ولا قضاء عليهما؛ لقوله -تعالى-: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ). "سورة البقرة: 184"