صديقي كان يتساهل في سب الدّين كلما غضب أو دخل في مشاجرة، وتحدثت معه كثيراً وندم ويريد أن يتوب، وكان يسألني عن كفارة سب الدين؛ فما كفارة سب الدين؟
الاجابة:
أهلاً بك، وهدانا الله وإياكم لأحسن الأقوال والأفعال. لقد تكلم العلماء في هذا الأمر، وتوسعوا فيه؛ لكنهم لم يقولوا بوجود كفارة تجب على المسلم لسبه للدين؛ إنما يطلب منه الوضوء ونطق الشهادتين، ومن ثم الاستغفار والتوبة، والابتعاد عن كل ما يعينه على هذه المعصية.
يقول -جل في علاه- في كتابه العزيز: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)؛ "الزمر: 53" وهذه دعوة بيّنة للاستغفار، والإقبال على المولى بالتوبة، وعدم القنوط من رحمته -سبحانه-؛ وإن عظم الذنب.
ومما وجب التنبيه عليه أن سب الدين عن قصد مسبق؛ قد يكون ردة أو كفر بدين الإسلام، فإن كان من غير قصد فقد يكون من قبيل الاستهزاء المنهي عنه، ويلزم ممن يقع بذلك التوبة النصوح، وعدم التهاون بنطقها مرة أخرى.