لماذا ابتلع الحوت سيدنا يونس؟
حياك المولى، لقد تكلم أهل العلم في الأسباب التي قد تكون وراء ابتلاع الحوت لسيدنا يونس -عليه السلام-؛ فتوصلوا إلى ما يأتي:
- أن يكون ذلك معجزة لسيدنا يونس عليه السلام
وقد قاسوا ابتلاع يونس -عليه السلام- دون أن يحصل له أي أذى، على رمي إبراهيم -عليه السلام- في النار دون أن تحرقه؛ فهذا كله قد يكون من آيات نبوتهما -عليهما السلام-، ودلالة على حماية الله -تعالى- لأنبيائه ورسله.
- أن يكون ذلك لبيان عظمة وقدرة الله تعالى
إذ ثبت في القرآن الكريم بداية التقام الحوت لسيدنا يونس، واستقراره في بطنه دون أن يهضمه، كما كان سيدنا يونس يستمع إلى تسبيح الحيتان في البحر، حتى إنه استلهم من حالهم تسبيح المولى -عز وجل-؛ مما أنقذه من الظلمات، ومن بعد ذلك كان نبذه إلى اليابسة دون ضرر، وإنبات شجرة اليقطين ليتغذى عليها، وكل هذا دلالة على عظمة قدرة الله -تعالى-.
- أن يكون ذلك ليحسن إيمان قومه
حيث ثبت في الروايات أن قوم يونس -عليه السلام- تضرعوا إلى الله أشد التضرع، وخرج الرجال والنساء، والصبيان والدواب؛ لطلب العفو والمغفرة حتى يرفع عنهم العذاب، قال -تعالى-: (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ). "يونس: 98"
- أن يكون ذلك عتاباً من الله تعالى
بأن تعجل يونس -عليه السلام- مفارقة قومه، دون أن يصبر عليهم؛ ومما يدل على ذلك قوله -تعالى-: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ)، "القلم: 48" وليس الأمر عقوبة كما يقول البعض؛ فهذا ينافي عصمة أنبياء الله -سبحانه-.
أما عن طريقة ابتلاعه؛ فقد قال -تعالى-: (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ* فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)، "الصافات: 142- 144" وقد فسر العلماء بأن الالتقام هو الوضع في الفم دون البلع أولاً، ثم بعد ذلك استقر في بطنه كما في نص الآية الكريمة.