قرأت أن من دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلّم شهادة ألدّ أعدائه له بالصدق، فما هي شهادة أبي جهل في الرسول صلى الله عليه وسلم؟
حياك الله أخي الكريم، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قد شهد له القريب والبعيد، والعدو قبل الصديق بالأمانة والصدق، ومنهم أبو جهل، فقد شهد للنبي -صلى الله عليه وسلم- بالصدق والأمانة، في عدة مواقف، وقد ذكرها علماء السِيَر والتفسير كابن القيم وابن هشام وابن كثير، وسأذكر لك هذه بعض هذه المواقف، وهي كما يأتي:
فقد سأل المسور أبى جهل بقوله: "يا خال، هل كنتم تتهمون محمدًا بالكذب قبل أن يقول مقالته؟" فأجابه أبو جهل بقوله: "والله يا ابن أختي، لقد كان محمد وهو شاب يُدعى فينا الأمين، فلما وخطه الشيب لم يكن ليكذب".
وسبب عدم إيمانهم بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، قد صرح به أبو جهل، وهو تنافسهم المذموم لأجل الشهرة، مع نسب بني هاشم على شرف السقاية والإطعام وخدمة البيت، أما النبوة فهي أمرٌ غير مقدور.
فقد سأل الأخنس بن شريق أبا جهل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "أصادق هو أم كاذب؟"، فأجابه أبو جهل على نحو ما في الموقف الأول بقوله: "ويحك! والله إنَّ محمداً لصادق، وما كذب محمدٌ قط، ولكن إذا ذهبت بنو قصي باللواء والسقاية والحجاب والنبوة، فماذا يكون لسائر قريش؟".