حياك الله أختي الكريمة، يجب الرجوع إلى أهل الإفتاء في بلدك بعد تقرير الأطباء في مثل هذه الأمور.
ولكن بالرجوع للعلماء فإذا كان إجهاض الجنين قبل نفخ الروح، وكان هناك ضرر واضح، أو عيوب خلقية، أو تشوه، فإنه هناك تعدد آراء بين الفقهاء في هذه الحالة، والذي يظهر أن إجهاض الجنين قبل نفخ الروح فيه بسبب تشوه أو مرض لا حرج فيه، ولا يحرم ذلك، فإن كان التشوه لا علاج له، جعله الكثير من العلماء سبباً للإجهاض.
لأنه سيكون سبباً في عيش الجنين حياة سيئة، وكان هناك ألم عليه وعلى أهله وعندها يجوز الإجهاض، وثبت ذلك بشهادة الأطباء الثقات، وأن مرضه وراثي خطير ينتقل من جيل إلى جيل، على أن لا يكون ذلك بعد نفخ الروح فيه، ولكن إذا كان التشوه مما يُقبل علاجه، ويوجد له علاج فلا يجوز إسقاط هذا الجنين، لأنه له الحق في الحياة والعيش، ولا يوجد ضرر على الأم، والعلاج موجود، عندها ذهب المبرر للإسقاط فيحرم إجهاضه.
ونفخ الروح باتفاق العلماء للجنين تكون بعد مرور مئة وعشرين يوماً من وقت تكونه، فإن كان المرض لا يلائم الحياة الطبيعية، ولا يقبل العلاج، ويكون الإجهاض بطلب من الوالدين، جاز عندها إجهاض الجنين، وهو قول بعض أهل العلم.
وهناك قول آخر وهو أنه لا يجوز إجهاض الجنين أبداً حتى وإن كان ذلك قبل نفخ الروح فيه، وإن كان مشوهاً، استدلالاً بحرمة الاعتداء على النفس البشرية، وأن الأمراض الوراثية والتشوه لا يعد سبباً كافياً لإجهاض الجنين حتى قبل نفخ الروح فيه، إذاً فلا يباح الإجهاض؛ لأن ذلك يعد قتلاً للرحمة، وقتلاً لروح بريئة.
أختي السائلة اعلمي أن العلم عند الله -عز وجل- إن كان هذا الجنين سيخلق مشوهاً أم به مرض، حتى وإن ثبت ذلك بالعلم، فالله -عز وجل- على كل شيء قدير، وقادر بأن يخلق هذه النفس من غير علة أو مرض، إذا فليتوكل المسلم على الله ويفوض أمره إليه.