كيف مات النجاشي؟
حياك المولى السائل الكريم، لقد بحثت مطولاً في المصادر والمراجع الموثوقة عن كيفية موت النجاشي؛ فلم أجد ما يدل على ذلك لا من صحيح ولا ضعيف؛ وكل ما ورد من الأخبار اقتصر على ذكر موته بأرض الحبشة، بعد فتح خيبر في ذات السنة؛ والتي قدم فيها بقية المهاجرين مع جعفر الطيار إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من أرض الحبشة، وقد حُملوا بالهدايا والأعطيات.
حيث ورد عن الشعبي عامر أنه قال: (لَمَّا أَتَى رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حِينَ فَتَحَ خَيْبَرَ قِيلَ لَهُ: قَدْ قَدِمَ جَعْفَرٌ مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا أَنَا أَشَدُّ فَرَحًا بِقُدُومِ جَعْفَرٍ، أَوْ فَتْحِ خَيْبَرَ، فَقَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ). [أخرجه ابن أبي شيبة، مسند]
كما صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- على النجاشي صلاة الغائب؛ حيث ثبت عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ماتَ اليومَ عَبْدٌ لِلَّهِ صالِحٌ أصْحَمَةُ، فَقامَ فأمَّنا، وصَلَّى عليه)، [أخرجه مسلم] وفي رواية البخاري: (أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- صَلَّى علَى أصْحَمَةَ النَّجَاشِيِّ؛ فَكَبَّرَ أرْبَعًا).