أهلاً بك أيها السائل، اعلم أنَّ الأفضل للمُصلي أن يقرأ القرآن من حفظه؛ فقد امتدح الله -سبحانه وتعالى- المؤمنين الحافظين لكتابه، قال- تعالى-: (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ). "العنكبوت: 49"
ولقد تعددت آراء الفقهاء في مسألة قراءة القرآن الكريم من المصحف للمصلي على النحو الآتي:
الجمهور
ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز قراءة القرآن من المُصحف في صلاة النفل، ولكن يُكره في صلاة الفرض، واستندوا بذلك على عدم وجود دليل صريح يقتضي عدم الجواز.
وقد ذكر الإمام النووي -رحمه الله-: "لو قرأ القرآن من المصحف لم تبطل صلاته سواء كان يحفظه أم لا، بل يجب عليه ذلك إذا لم يحفظ الفاتحة كما سبق، ولو قلّب أوراقه أحياناً في صلاته لم تبطل، وهذا الذي ذكرناه من أن القراءة في المصحف لا تبطل الصلاة في مذهبنا، ومذهب مالك، وأبي يوسف، ومحمد، وأحمد، وقال أبو حنيفة: تُبطل".
الحنفية
ذهب الحنفية إلى عدم جواز قراءة القرآن من المصحف في الصلاة مطلقاً؛ سواء كانت نفلاً، أم فرضاً، ودليل ذلك أنَّ المُصلي سيُكثر الحركات التي قد يقوم بها في صلاته، في حال تقليب الصفحات وحمل المصحف، والحركات المُتتالية تُبطل الصلاة.