حياك الله السائل الكريم، وبارك الله لكما وبارك عليكما، بدايةً عليكَ العلمُ أخي الكريمَ أنَّ بمجردَ عقدِ القرانِ المكتمل الشروطِ والأركانَ، تُصبح المرأةُ زوجةً للعاقدِ عليها، وبناءً على ذلك فإنَّ هذه الفتاة وإن سمِّيت عرفًا مخطوبتك، إلَّا أنَّها شرعًا تعدُّ زوجتك.
ويجوزُ لكَ احتضانَها وتقبيلَها، ولا إثمَ عليكما في ذلك إن شاء الله، وبالرغمِ من جوازِ ذلك إلَّا أنِّي أنصحكَ أخي الكريم بعدمِ المبالغةِ في هذه الأمورِ؛ حتى لا تصلانِ إلى ما لا يُحمدُ عقباهُ، وهذا الحكمُ بالنسبةِ إلى التفاصيلِ التي أخبرتنا عنها في سؤالك، لكنَّ السؤالَ الأخيرَ، والذي هو: هل يجوز احتضان وتقبيل الفتاة بعد لبس خاتم الخطوبة فقط؟ فإنَّ الإجابة عليه مختلفة تمامًا، وإليكَ تفاصيلُ ذلك:
إنَّ مجردَ لبس خاتم الخطوبة، أو بما يسمى قراءة الفاتحة، أو حضور الجاهة، أو تسليم المهرِ أو جزءٌ منه، لا يُجيزُ للرجلِ الخلوةَ بمخطوبتهِ ولا احتضانها ولا تقبيلها، ما لم يتمَّ عقد القرانِ المستوفي للشروطِ والأركانِ؛ إذ أنَّ الخطوبة شرعاً مجردُ وعدٍ بالزواجِ، ولا تعدُّ زواجًا، وبناءً عليه فإنَّ المخطوبةُ تعدُّ أجنبيةً عن خاطبها وهو أجنبيٌ عنها، ولا يجوزُ له رؤيةَ أيِّ شيءٍ منها سوى وجهها وكفيها.
كذلك لولا قدَّر الله -عز وجل- حصلت الوفاة للخاطب أو المخطوبة، فلا يرث أحدهما الآخر، ولا تعتدُّ المخطوبةُ عدةَ الوفاة الشرعية، وحتى لو تمَّ العدولُ عن الخطبة فلا يحقُّ للفتاةِ أخذَ شيءٍ من المهرِ أو المطالبة فيه، وإن كان الخاطب قد سلمها المهرَ أو جزءاً منه فيحقُّ له استرداد ما أخذته، كما يحقُّ له استرداد الهدايا إن كان العدولُ منها، ويحقُّ لها استرداد الهدايا إن كان العدولُ منه، والله -تعالى- أعلم.