ما هي الوسائل المعينة على صحبة الأخيار والصالحين؟
الصحبة الصالحة و ملازمة الأخيار لها آثار عظيمة على النفس؛ فما هي الوسائل المعينة على صحبة الأخيار والصالحين ؟
الإجابة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السائل الكريم، أسأل الله -تعالى- أن يرزقك الرفقاء الصالحين الأخيار، فقد قال -سبحانه-: (الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ)، "سورة الزخرف: 67" وأوّل ما تبدأ به للتوفيق في اختيار الصُّحبة الصَّالحة هو اللُّجوء إلى الله -تعالى- بالدعاء بأن يرزقك خير مُعينٍ لك في دينك.
وإنَّ الوسائل المُعينة على صحبة الأخيار والمؤمنين الصالحين كثيرةٌ جدًا، واعلم أنَّ مدرسة الحياة الحقيقية تبدأ من النفس؛ لأَنَّ الإصلاح يبدأ بها ثم بالمُقرّبين منك في أُسرتك الصغيرة، ومن ثُمَّ عائلتك الأكبر، ومن ثمَّ الانتقال إلى المجتمع بأكمله، والله -تعالى- الموفّق.
ويبدأ الاختيار للأصحاب في سنوات الدراسة المدرسية والجامعية وحتى الوصول إلى المراتب العليا بإذن الله -تعالى-، واختيار الصُّحبة الصالحة تحتاج منك إلى التقوى وحسن الخلق وحسن الظنّ بمن تراه يليق باختياره كصديق.
وإنَّ ملاحظتك ومراقبتك واهتمامك بمن حولك والمواقف التي ترى فيها الأصدقاء لَمِن أكبر الطرق المُعينة على اختيار الرفيق الصالح، ويُقال إنَّ الصديق يُعرف في وقت الضيق، فمن يُساندك ويقف معك في الشِّدة والرَّخاء يستحقّ أن تُصاحبه وتُعامله بالمثل.
وانظر كيف كان صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفدونه بأرواحهم، ويطيعون ما يأمرهم به، وقد كانوا يدًا واحدة [١] ، مفاتيح للخير ومغاليق للشر، والأُخوَّة في الله فيها الخير العظيم لنا، كرفقة بعض العلماء والمشايخ والفقهاء، كما أنَّ التواصل معهم أصبح مُيسَّرًا.
ويُمكن اختيار الصحبة الصالحة من الوسائل الحديثة التي بين أيدينا كوسائل التواصل الاجتماعي، فنتواصل معهم وندعوهم للخير، وندعو لهم بالخير والتوفيق والسداد، وهذا من فضل الله -تعالى-، ولا تنسَ الأخوَّة التي نراها دائمًا في بيوت الله، فهم كُثر -بإذن الله-، فاختار من يُقرِّبَك من الله -تعالى- [٢] ، وتذكَّر قول رسول الله: (قال اللهُ تبارَك وتعالى: وجَبَتْ محبَّتي للمُتحابِّين فيَّ والمُتجالِسينَ فيَّ والمُتزاوِرينَ فيَّ). "أخرجه ابن حبان، إسناده صحيح على شرط الشيخين"