وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته، حياك الله، أسأل الله أن يجعلَنا من الذّاكرين له على كل حال، وأن يعصمَنا من الغفلة والشٍيطان، دعاء الوضوء ليس بواجب، بل يُستحبّ قوله ولا يأْثمُ تاركَه، ومن تركه أو نسيه؛ فإنّ وضوءه صحيح، لكن الله -عز وجل- أحاط الواجبات بآداب ونوافل يُستحب المحافظة عليها؛ لتكون جبراً للفريضة من النقص، وسياجاً لها من وسوسة الشيطان.
ودعاء الوضوء رواه عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (من توضّأ فأحسن الوضوء، ثمّ قال: أشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوّابين، واجعلني من المتطهّرين، فُتحتْ له ثمانيةُ أبواب الجنة يدخل من أيها شاء). ذكره التّرمذي وصحّحه الألباني
والقارئ لألفاظ هذا الدّعاء ومعانيه يطمع بما عند الله -تعالى- من الأجر الكبير والعطاء الجزيل، وإلى اغتنام كلّ فرصة للمتاجرة مع الله -تعالى-، والمنافسة في القُرب منه، وهذا من فضل الله -عز وجل- أنْ جعل على القيام بأفعالٍ يسيرة أجوراً عظيمة.
فإنّ الوعد بالجنّة مُقابل كلماتٍ قليلة يُردّدها المؤمن بصدق ويقين، ويُرتّب عليها النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- هذا الوعد العظيم، تستحقّ منّا شدّة الحرص والاهتمام والمداومة عليه، خاصّةً مع هذا الدّعاء الذي تتجدّد فيه طهارة الحِسّ والقلب، ويتجدّد فيه اللّقاء مع الوضوء والصّلاة خمس مراتٍ كلّ يوم وليلة.
كما استحبَّ العلماء أن ينشغلَ المُتوضِّئ خلالَ وضوئه بذكر الله -تعالى- عامّةً، ويتجنّب الكلام بغير الذكر إلاّ لحاجة، قال النووي -رحمه الله- في كتابه الأذكار: "يُستحبّ أن يقولَ في أوّله: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ)".
والله -تعالى- أعلم.