حياك الله السائل الكريم، أشكر لك غيرتك على شعائر المسلمين، ومنها يوم الجمعة المميز، وبالنسبة لسؤالك فلا يحرم وصف الأيام بالسوداء، وشعورك صحيح عند إطلاق اسم الجمعة السوداء يتبادر إلى الذهن التشاؤُم، ويخطر لنا حديث النبي الصحيح الذيأخرجه مسلم عن أبي هريرة: (لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ).
إلاّ أنّ هذا الوصف لا يُعتبر من السبّ، وسبب التسمية ليس التشاؤم؛ بل الاسم جاء من التهافت على الأسواق والازدحام وانتشار شرطة المرور وحافلات نقل البضاعة؛ فالسواد هنا كناية عن هذه الأزمة التي يتنازل فيها أصحاب البضائع عن الأرباح ليتجمع الناس بأعداد كبيرة في الأسواق.
ونجد بعض المحلات في بلادنا الإسلامية تطلق اسم الجمعة البيضاء بدلاً عن السوداء، وهذا أفضل وينسجم مع سنّة النبي -صلى الله عليه وسلم- في حبّ التفاؤل والأسماء الجميلة، فإنّ عدم تداول وصف الجمعة السوداء هو الخير كي لا يعلق في الذهن أيّ دلالةٍ سيئة بهذا اليوم.
صحّ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها). "أخرجه الإمام مسلم"
وفي الختام، لا حرج من استفادة المسلم من عروض هذا اليوم والشراء فيه بسبب التخفيضات طالما كان يشتري الشيء المباح، لكن على المسلم أن يحرص على ماله فلا يبذّره ويسرفه في غير المفيد وفيما لا يلزم خضوعاً للعروض.
وإضافةً إلى هذا كنت أتمنّى أن يتمّ اختيار يومٍ آخر بدلاً من يوم الجمعة للعروض في بلادنا، فيوم الجمعة هو يوم عبادة وصلاة ودعاء مستجاب، وهناك فسحة في أيام السنة لنختار ما نقوم فيه بمراعاةِ الأسعار حتى يتمكّن الفقراء وغيرهم من الشراء.