وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياك الله أختي الكريمة، وحمداً لله على سلامتك، وبورك لكم في الموهوب، وشكرتم الواهب، وبلغ أشدّه، ورُزقتم بِرّه، و جعله اللهُ من البارّين الصالحين، وفيما يخصّ سؤالك بحكم الاحتفاظ بشعر المولود بعد الحلاقة، ووضعه في مكان معين في المنزل:
فلم يرد في ذلك نصّ يدلّ على ضرورة الاحتفاظ بالشعر بعد غسل الطفل حديث الولادة وحلاقته، ولم يرد كذلك نصّ يدلّ على خلافه، أو يحرّم الاحتفاظ بالشعر بعد حلق شعر المولود، فإن كانت الأمُ تحتفظ بشعر مولودها وتظنُّ أنها باحتفاظها به تدفع عن طفلها مكروهاً ما، أو تجلبُ له حظاً ما، فلا يجوز الاحتفاظ به على هذه النية، وعلى هذا فإن الاعتقاد الباطل، فلا حافظ له إلا الله -سبحانه وتعالى-.
أما إن كان هذا الفعلُ من باب أنّ بعضَ الأمهات -خاصةً عند قدوم مولودهنّ الأول- يُفضلنَ الاحتفاظ بكلّ ما يتعلق بمولودهنّ الجديد؛ كبطاقة المستشفى، والإسوارة التي توضع في يده، وقصاصات شعره، ومن قبلِها صورهُ وهو في بطن أمه، ويجمعنَ هذا كله من باب الذكرى والمحبة للطفل، فهذا لا بأس به، ويندرج بهذا الوصف ضمن المباحات، فالأصل في الأشياء الإباحة، وهو مباح والله أعلم.
والذي ورد في السنة النبوية ـ كما ذكرتِ ـ حلقُ شعر رأس المولود في يومه السابع [١] ؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كلّ غلام رهينةٌ بعقيقته تُذبحُ عنه يومَ سابعه، ويسمّى فيه، ويحلقُ رأسه). أخرجه الألباني في إرواء الغليل، وهو حديثٌ صحيح.
ومن السنة أيضاً التصدق بوزنه [٢] ؛ لحديث: (عقَّ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- عنِ الحسَنِ بشاةٍ، وقالَ يا فاطمةُ: احلِقي رأسَهُ وتصدَّقي بزنةِ شعرِهِ فضَّةً، قالَ: فوزنتْهُ فَكانَ وزنُهُ درْهمًا أو بعضَ درْهمٍ). أخرجه الألباني في صحيح الترمذي، وهو حديث حسن.