وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيكَ وثبّتكَ وأعاننا وإيّاك على الالتزام بالصّلاة، أمّا فيما يخصّ سؤالك حول دعاء الاستفتاح؛ فهو دعاءٌ يَقوله المسلم عند بدء الصّلاة، ويفتتح صلاته بهذا الدّعاء، ويُقال بعد تكبيرة الإحرام مباشرة، وقبل الشّروع بقراءة سورة الفاتحة.
ودعاء الاستفتاح حكمه سنّة من سنن الصّلاة، وليس واجباً، وعليه فإنّ من تركه عمداً، أو ناسياً، أو جاهلاً به، فإنّ صلاته صحيحة، ولا يلزمه شيء، ويُسنّ في صلاة الفريضة أو النافلة، أما صِيغ دعاء الاستفتاح التي وردت عن رسولنا الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- كثيرة، وهي صحيحة في أغلبها، ويُشرع لكَ -أخي السّائل- أن تقولَ ما تشاء من هذه الأدعية، ولكن يُستحسن أنْ تُنوّع بين هذه الأدعية بين الحين والآخر؛ كي لا يفوتك أجر هذه الأدعية الجليلة، وفيما يأتي بعض منها:
(وجَّهتُ وجهي للذي فطر السماواتِ والأرضِ حنيفًا وما أنا من المشركين، إنَّ صلاتي ونسُكي ومحيايَ ومماتي لله ربِّ العالمين لا شريك له وبذلك أُمِرتُ وأنا من المسلمِين)، رواه مسلم في صحيحه.
(اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ)، رواه البخاري في صحيحه.
(سبحانكَ اللهمَّ وبحمدِكَ وتباركَ اسمُكَ وتعالى جدُّكَ ولا إلهَ غيرُكَ)، حديث صحيح رواه الألباني بإرواء الغليل.
(اللَّهمَّ ربَّ جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيل فاطرَالسَّمواتِ والأرضِ عالمَ الغيبِ والشَّهادةِ أنتَ تحكُمُ بينَ عبادِكَ فيما كانوا فيهِ يختلِفونَ، اهدني لما اختُلِفَ فيهِ منَ الحقِّ بإذنِكَ إنَّكَ أنتَ تَهْدي مَن تشاءُ إلى صِراطٍ مُستَقيمٍ)، وقد روت هذا الدّعاء عن رسول الله السّيدة عائشة -رضي الله عنها-، وأخرجه مسلم في صحيحه.