حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند الشافعية على رأيين:
الرأي القائل بالجواز، وأنّ فيه أجراً ومثوبة، استناداً منهم إلى أنّه بدعة حسنة
وذهب إلى ذلك السبكي، وابن حجر، والسيوطي، وابن الجزري، والسخاوي، والبرهان الحلبي، وابن حجر الهيتمي، وغيرهم، وأقوالهم مجموعة في كتاب السيرة الحلبية للبرهان الحلبي، وكتاب الحاوي للفتاوى للسيوطي الذي ضمنه رسالة باسم "حسن المقصد في عمل المولد"، وكتاب الأجوبة المرضية للسخاوي حيث ضمنه فتوى عن الاحتفال بالمولد النبوي.
ونقل البرهان الحلبي عن ابن حجر الهيتمي قوله: "والحاصل أنّ البدعة الحسنة متفق على ندبها، وعمل المولد واجتماع الناس له كذلك"، ونقل عن السبكي: "وقد وجد القيام عند ذكر اسمه -صلى الله عليه وسلم- من عالم الأمة ومقتدي الأئمة ديناً وورعاً الإمام تقي الدين السبكي، وتابعه على ذلك مشايخ الإسلام في عصر"، ونقل السخاوي في الأجوبة المرضية عن ابن الجزري شيخ القراءات قوله عن المولد النبوي: "من خواصه أنه أمان تام في ذلك العام".
ويقول الشيخ نوح القضاة -رحمه الله- وهو من كبار علماء الشافعية في الأردن: (الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أسلوب حضاري للتعبير عن المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والاعتزاز بقيادته، والالتزام بشريعته، ويجب أن يكون خالياً من المخالفات الشرعية، ويُكتفى فيه بذكر السيرة العطرة، والشمائل الكريمة، والحث على التمسك بالدين).
الرأي القائل بالمنع، وأنّه بدعة محرمة
قالوا: البدع كلها ممنوعة وليس هناك بدعة حسنة، والاحتفال بالمولد النبوي مخالف لهدي السلف الصالح، ومن قال بذلك من الشافعية محمد رشيد رضا في تفسير المنار، وعلي محفوظ الشافعي الأزهري في كتابه (الإبداع في مضار الابتداع)، قال في كتابه وهو يتكلم عن بدع الموالد " قيل: أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون في القرن الرابع -أي الهجري-، فابتدعوا ستة موالد: المولد النبوي.."
والله تعالى أعلم.