ماحكم صلاة من توضأ خطأ بدون علم؟
السلام عليكم، أثناء قراءتي لمقال خطوات الوضوء بالترتيب، تبين لي أنني كنت أتوضأ بشكل خاطئ لفترة طويلة، وأريد أن أعرف ماحكم صلاة من توضأ خطأ بدون علم؟
الإجابة
حياك الله السائل الكريم، وأسأل الله أن يُفقهنا وإياك في ديننا، كما عليك أن تحرص على تعلّم مثل هذه الأحكام فهي من أهم ما يتعلمه المسلم، واعلم أن الوضوء له أركانٌ وله مستحباتٌ، فإن كان خطؤك الذي تذكره بتركك ركناً من الأركان؛ فإن الوضوء يُعتبر باطلاً في هذه الحال.
وإن كان في تركك سنةٌ من السنن فإن الوضوء صحيحٌ مع تركك الأفضل والأكمل، وأنت لم توضح ما هو طبيعة الخطأ الذي تبين لك في وضوئك لذلك لا يُمكن الحكم على أن وضوءك كان باطلاً.
وأركان الوضوء المتفق عليها تقريباً بين العلماء هي كما يأتي:
غسل الوجه من أعلى الجبهة إلى الذقن ومن الأذن إلى الأذن.
غسل اليدين من أطراف الأصابع إلى المرفق، والمرفق داخلٌ عند جماهير العلماء في الوجوب.
مسح الرأس.
غسل القدمين إلى الكعبين.
وهذه هي الأركان الواردة في قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ). "المائدة: 6"
فإن كنت في وضوئك تأتي بهذه الأركان مرةً واحدةً بحيث تستوعب العضو بالغسل إلى الحد المذكور؛ فوضوؤك صحيحٌ على بعض المذاهب، وبالتالي يُحكَم بصحة وضوئك السابق وصلاتك؛ لأن عبادتك وافقت اجتهاد بعض العلماء ولم تُخالف نصاً صريحاً.
وإن لم تكن تأتِ بهذه الأركان؛ فالوضوء يُعد باطلاً ويكون الواجب عليك عند جمهور العلماء إعادة ما سبق من الصلوات بحيث تجتهد أن تصلي كلّ يومٍ مع كلّ صلاة صلاةً مثلها تقضي فيها عن الأيام السابقة، حتى يغلب على ظنك أنك قضيت ما مضى من الصلوات.
وذلك لأن الجهل بأركان الوضوء لمن عاش بين المسلمين لا يُعذر فيه؛ لأنه مما اشتهر فيه العلم بين الناس، ولا يخفى مثل ذلك إلّا على من قصّر في التعلم..