لماذا الظلمات جمع والنور مفرد في القرآن الكريم؟
أهلاً ومرحباً بك، وسؤالك جميلٌ ودقيق، وقد تكلّم الشيخ الطاهر بن عاشور عن سبب إفراد النور وجمع الظلمات، فقال في "التحرير والتنوير" إنّ السبب هو اتّباع الاستعمال، حيث إنّ لفظ الظلمات بالجمع هو الأخف والأيسر، واستعمال لفظ النور بالإفراد هو الأخفّ كذلك.
ولذلك جاء النور مفرداً والظلمات جمعاً في القرآن الكريم، وهما يدلّان على الجنس، وما يدلّ على الجنس يستوي فيه الجمع والمفرد، ومن الآيات التي ورد فيها هذان اللفظان قول الله -تبارك وتعالى-: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ). [إبراهيم:1]
وقال بعض أهل العلم أيضاً إنّ لفظ النور جاء بالإفراد لأنّ طريق الهداية واحد؛ وهو القرآن الكريم، فالرجوع إليه سببٌ لاستقامة العبد ونجاته، أما الظلمات -طريق الضلال- فلها أبواب وطرق كثيرة، ولذلك جاء ذكرها بالجمع دائماً.
هذا والله -تعالى- أعلم.