حديث شريف عن التعاون
لقد ورد الكثير من الأحاديث الشريفة عن التعاون في القرآن الكريم للنبي صلى الله عليه وسلم وهي كالتالي، ونعرض لكم قائمتنا المحتوية على أكثر من حديث شريف عن التعاون…
المؤمنِين في توادّهم وتراحمهم
فقد ورد حديث عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى”.
شرح الحديث
يوصف النبي صلى الله عليه وسلم المجتمعات الإسلامية والتي تتكون من مجموعة من الأشخاص المؤمنين بالجسد، فالفرد مهما وصل لدرجة الاكتفاء يظل في احتياج لغيره، كما أنَّ هناك آخرون يكونوا بحاجة إليه.
- فكلما وجد التعاون بين المجتمع وتكاتف المسلمين فيما بينهم كلَّما صار الرابط أكثر قوة، فعلى المسلمون أن يتعاونوا فيما بينهم ويشعروا بشدة وحزن بعضهم البعض حتى يصبح المجتمع الإسلامي أكثر تعاون ومتانة.
- فقد كان من أساسيات الدين الإسلامي وشرائعه القضاء على التفكك والقبلية، وخلق مفاهيم التعاون والإخاء وهذا لا يكون إلا من خلال التراحم والعطف بين المؤمنين.
- قد ذكرت شواهد عديدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تؤكد ذلك ومنها قول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “مَن لا يَرْحَمِ الناسَ، لا يَرْحَمْهُ اللهُ”، وغيرها الكثير من الأحاديث.
المسلم أخو المسلم
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تَحاسَدُوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ علَى بَيْعِ بَعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هاهُنا ويُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ حَرامٌ، دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ”.
شرح الحديث
يؤكد الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على لزوم التآخي فيما بين المؤمنين، وتواجد هذه الأخوة والترابط بينهم، تعمل على القضاء على الكره فيما بينهم فلا يسيئوا لبعضهم البعض ولا يحسد أحد صاحبه.
فالمسلمين أخوة فيما بينهم وإن كان المسلم شقيق المسلم فينبغي عليه أن لا يظلم ولا يجعله مظلومًا عند أحد إن كان قادراً على خروجه من هذه الشدة، ولا يحتقره ولا يأتي على رزقه ويساعده في قضاء حوائجه وتفريج كربه، كما يحرم على المؤمن أن يؤذي أخوه المسلم في أهله أو ماله أو دمه.
لتلبسها أختها من جلبابها
ورد الحديث عَنْ أم عطية رضي الله عنها حين قالت: “أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إحْدَانَا لا يَكونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِن جِلْبَابِهَا”.
شرح الحديث
عندما تساءلت هذه الصحابية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن غطاء يكون ساتر لها عندما تدخل دور العبادة كيلا تأتي بلا ساتر، فكان رد النبي صلى الله عليه وسلم: بأن من لا جلباب لها تلبسها أختها وقال أختها لأنَّها أختها في الدين وهذا توضيح وشكل هام صورة من أشكال التعاون بين المسلمين، وهو قضاء حاجة بعضهم البعض.
المؤمن للمؤمن كالبنيان
ورد الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلوات الله عليه حين قال: “المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كالْبُنْيانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ثُمَّ شَبَّكَ بيْنَ أصابِعِهِ.
شرح الحديث
يحث النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على ضرورة تكاتف المسلمين، فشبهَهم بالبنيان، وذلك لقربه من بعضه البعض بشكل مرصوص، وقد شبك بين أصابعه ليوضح لهم ضرورة الرباط والتعاون بينهم، فمن المستحيل للبنيان إذا انفصل منه لبنة أن تظل بقوتها الأولى ومتماسكة، وأيضاً المسلم ينبغي عليه أن يكون فرد نافع في المجتمع الإسلامي، فيفيد نفسه وأخوه المسلم.
كل سلامى عليه صدقة
فقد ذكر هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلوات الله عليه حين قال: “كُلُّ سُلامَى عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ، يُعِينُ الرَّجُلَ في دابَّتِهِ، يُحامِلُهُ عليها، أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ، والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ، وكُلُّ خَطْوَةٍ يَمْشِيها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، ودَلُّ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ”.
شرح الحديث
يوضح النبي صلوات الله عليه أن كل جزء في جسد الإنسان عليه صدقة، فينبغي على المؤمن أن يخرج في كل يوم ٣٦٠ صدقة بعدد مفاصل جسمه حمداً لله تعالى على نعمه التي لا تحصى، وبما أنَّ الصدقة بالمال لا يتمكن الناس جميعهم أن يقوموا بإخراجها، فيسر الإسلام الصدقة بشكل أسهل من صدقة المال، فجعل العدل والحق بين الناس صدقة.