سمعت أحدهم يسأل إمام المسجد: لماذا الكلب نجس؟ وأنا لم أكن أعلم شيئاً عن نجاسة الكلاب، فهل فعلاً الكلاب نجسة؟ وهل لعاب الكلاب نجس كذلك؟ أرجو الإفادة مع الشكر.
حيّاكم الله، لقد تعددت أقوال الفقهاء في الحكم على نجاسة الكلاب، وسأبيّن لك ذلك فيما يأتي:
الكلب نجس بجميع أجزائه
وهذا مذهب الشافعية والحنابلة وأبو يوسف ومحمد من الحنفية، إذ قالوا إنّ الكلب نجس العين، واستدلوا بما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-: (إنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قالَ: إذَا شَرِبَ الكَلْبُ في إنَاءِ أحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعًا). "أخرجه البخاري"
الكلب طاهر بدنه، نجس سؤره
وهذا مذهب أبي حنيفة، فقد قال إنّ الكلب طاهر بدنه؛ لأنّه ينتفع به للصيد والحراسة، ونجس سؤره ولعابه؛ لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بتطهير وغسل المكان الذي ولغ به الكلب، قال -صلى الله عليه وسلم-: (طَهُورُ إناءِ أحَدِكُمْ إذا ولَغَ فيه الكَلْبُ، أنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولاهُنَّ بالتُّرابِ). "أخرجه مسلم"
الكلب طاهر بجميع أجزائه
وهذا مذهب المالكية، وعندهم عام لكل الكلاب؛ ككلاب الصيد والحراسة، واستدلوا بقوله -تعالى-: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۙ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ۖ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ). "سورة المائدة: 4"
ولعلّ ما تميل إليه النفس هو مذهب الجمهور بنجاسة الكلب بجميع أجزائه، والله -تعالى- أعلم.