حياك الله السائل الكريم، ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: (أنْفَجْنَا أرْنَبًا بمَرِّ الظَّهْرَانِ، فَسَعَى القَوْمُ، فَلَغَبُوا، فأدْرَكْتُهَا، فأخَذْتُهَا، فأتَيْتُ بهَا أبَا طَلْحَةَ، فَذَبَحَهَا وبَعَثَ بهَا إلى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بوَرِكِهَا أوْ فَخِذَيْهَا -قَالَ: فَخِذَيْهَا، لا شَكَّ فيه- فَقَبِلَهُ، قُلتُ: وأَكَلَ منه؟ قَالَ: وأَكَلَ منه، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: قَبِلَهُ). [أخرجه البخاري]
والحديث يوضّح أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قبِل فخذي الأرنب من أبي طلحة، وهذا -والله أعلم- قد يعني أنّه أكل منه، وكما ترى في متن الحديث فقد شكّ أحد الرواة -وهو شعبة- بلفظ القبول أو الأكل، وبقي أخيرا على لفظ "قبِلَهُ"، وقد قال أهل العلم سواء كان قبله أو أكله فهذا يدلّ على أنّ أكل لحم الأرنب حلال.
يقول النووي -رحمه الله-: "وَأَكْل الْأَرْنَب حَلَال عِنْد مَالِك وَأَبِي حَنِيفَة وَالشَّافِعِيّ وَأَحْمَد وَالْعُلَمَاء كَافَّة..."، والأرنب من الحيوانات التي يُستطاب أكله، ولم يأتِ أي دليل على تحريم أكله، وممّن أكله من الصحابة أيضاً سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-.