حيّاك الله، بدايةً إنّ من موانع الزواج التي وضعتها الشريعة الإسلاميّة؛ الزواج من امرأة متزوجة، فإن كانت المرأة في عصمة أحد الرجال لا يجوز الزواج بها سواءً كانت مسلمة أم مسيحية، وهذا ما نصّ عليه الله -تعالى- في كتابه الكريم عند ذكره للمحرمات من النساء: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ). "النساء:24"
إذا كان سؤالك حول الزواج بها في حال أنّها أسلمت، وزوجها لم يُسلم، فلك الزواج بها بعد أن تنقضي عدتها؛ لأنّها في هذه الحالة تُصبح مُحرمةً على زوجها، ويفرّق بينهما، ودليل ذلك قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ). "الممتحنة:10"
ويجب أن تعلم أنّ زواجك منها وهي متزوجة سواء كانت مسلمة أو مسيحية هو محرّم ويكون العقد باطل، ولا يجوز تحريضها على الطّلاق من زوجها، أوإفساد علاقتهم؛ لأنّ الله -تعالى- حرّم الاعتداء على مالِ الكافر وعرضه طالما بقي مُسالماً ولم يُحارب المسلمين.
ودليل ذلك حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إنّه قال: (ليسَ منَّا من خبَّبَ امرأةً علَى زوجِها أو عبدًا علَى سيِّدِه)، "أخرجه أبو داود" وبناءً على ذلك فلا يحلّ لك الزواج منها إلا في حال إسلامها، وإن أسلم زوجها قبل انتهاء عدتها فله الحق بها، وعدتها حيضة واحدة؛ لاستبراء الرحم.
وغير ذلك لا يجوز لك الزواج منها في أيِّ حال، كما ولا يجوز لك أن تعقد عليها عقدًا عٌرفيًا، وفي حال أسلمت فيجوز لها أن تُخفي إسلامها حتى يتمكن الإيمان من قلبها، وعليك أن تُعلمها شعائر الإسلام، وتساعدها على فهم الدين وأحكامه.