اعلمي وفقك الله لكل خير أن النِّقاب مشروع بإجماع مذاهب المسلمين واتفاق علمائهم، وإنما الخلاف بينهم يدور حول وجوبه واستحبابه، فبعض العلماء يقول إنه واجب وبعضهم يقول إنه مستحب، ولم يختلف أحد بمشروعيته.
وحاشا لله -تعالى- أن يشرع لنا شيئاً فيه ما يضرنا، بل كل ما شرعه الله وجوباً أو استحباباً ففيه الخير لنا في ديننا ودنيانا، ولا يجوز للمسلم أن يعتقد أن في طاعة الله ما هو ضرر حقيقي على بدنه أو صحته من حيث العموم، بحيث يقال هذه العبادة أو الطاعة فيها مضرة على البدن بإطلاق، فهذا لا يصحُّ للمسلم اعتقاده.
وإن كان لا يمنع في المقابل أن يحصل عند شخص معين ظرف صحي طارئ يجعل من قيامه بعبادة معينة فيه ما لا يناسب صحته وعندها يأتي التخفيف والرخصة، والأضرار الصحية المزعومة المدعاة ترجع إلى ثلاث نقاط ولم تثبت بحال من الأحوال إلا استثناءاً لا يقوم عليه تعميم للحالة:
أن في لبسه ضرراً على العيون؛ لأنه يضغط على الجفون.
أنه يصعب من علمية التنفس وقد يؤدي إلى مشاكل في الرئة.
أنه يؤدي إلى نقص تعرض المرأة للشمس وهذا يؤدي إلى نقص بعض الفيتامينات خاصة فيتامين د.
وقد يذكر أصحاب هذه الدعاوى قصصاً لبعض النساء يستشهدون بها على وقوع مثل هذه الأضرار الصحية، والجواب على دعواهم من أوجه منها:
أنه ما زالت النساء منذ عصر الصحابة إلى عصرنا هذا يرتدين النقاب والخمار وغطاء الوجه ولم يعرف أن ذلك أدى إلى وجود مشاكل صحية عندهنّ.
هناك أمم وثقافات لها لباس يشبه النقاب كلباس كرجال الطوارق في غرب إفريقيا ولم يقل أحد أنه سبب لهم مشاكل صحية.
قد يكون طريقة لبس بعض النساء للنقاب خاطئة، بحيث تجعله ضيقاً ضاغطا على عينيها، وقد لا يناسبها النقاب ويناسبها الخمار الذي يسدل من فوق الرأس.
لذلك أنصحك بالمُضي على ما عزمت ولبس النقاب وعدم الالتفات إلى أقاويل الناس، ففي فعلك طاعة ربك وحفظٌ لنفسك.