0 معجب 0 شخص غير معجب
144 مشاهدات
في تصنيف فتاوي بواسطة (177ألف نقاط)

ما صحة قول أن أول ما خلق الله نور نبينا صلى الله عليه وسلم ومنه استمد جميع مخلوقاته[1].

1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (177ألف نقاط)
 
أفضل إجابة

ما هي مسألة خلق كل شيء من نور النبي صلى الله عليه وسلم وأول من خلق الله ؟

  • قولهم إن أول ما خلق الله نور نبينا صلى الله عليه وسلم لا تكاد تجده في غير هذه القصص التي يسمونها الموالد إلا قليلًا، ويروونه عن عبد الرزاق، وليس في الأيدي نسخة من جامعه أو مصنفه، ولا هو مما يتلقاه أهل هذا العصر بالرواية فيعتد بنسبته إليه، فالعمدة في قبول ما خرجه رواية الحفاظ بعده عنه، وأجمعهم للأحاديث الحافظ السيوطي، ولم يذكر هذه الرواية في الخصائص الكبرى التي جمع فيها كل ما ورد في خصائصه عليه الصلاة والسلام من صحيح وغير صحيح، ولا في الجامع الكبير أو جمع الجوامع، وهو الذي قال أنه لم يترك حديثًا مرويًّا إلا أودعه فيه، وإنما أورد الروايات في كونه صلى الله عليه وسلم كان نبيًّا بين خلق آدم ونفخ الروح فيه، ولا شيء منها في الصحيحين ولا في السنن الأربع، وأقواها حديث ميسرة الفجر عند أحمد والبخاري في تاريخه (لا في صحيحه) والطبراني والحاكم والبيهقي وأبي نعيم قال: متى كنت نبيًّا؟ قال صلى الله عليه وسلم: «وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ».

  •  وحديث العرباض بن سارية عند أحمد والحاكم والبيهقي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنِّي عِنْدَ اللَّهِ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ».

  •  قال في المواهب: وأما ما اشتهر على الألسنة بلفظ: كنت نبيًّا وآدم بين الماء والطين، فقال شيخنا العلامة الحافظ أبو الخير السخاوي في كتابه المقاصد الحسنة: لم نقف عليه بهذا اللفظ انتهى. قال الزرقاني في شرحها: أي انتهى ما نقله من كلام شيخه، وبقيته «فضلًا عن زيادة: وكنت نبيًّا ولا آدم ولا ماء ولا طين» قال شيخنا -يعني الحافظ ابن حجر- في بعض الأجوبة عن الزيادة إنها ضعيفة، والذي قبلها قوي، ولعله أراد بالمعنى، وإلا فقد صرح السيوطي في الدرر بأنه لا أصل لهما، والثاني من زيادة العوام وسبقه لذلك الحافظ ابن تيمية فأفتى ببطلان اللفظين، وأنهما كذب، وأقره في النور، والسخاوي نفسه في فتاويه أجاب باعتماد كلام ابن تيمية في وضع اللفظين قائلًا: وناهيك به اطلاعًا وحفظًا أقر له بذلك المخالف والموافق.

  •  قال: وكيف لا يعتمد كلامه في مثل هذا، وقد قال فيه الحافظ الذهبي: ما رأيت أشد استحضارًا للمتون وعزوها منه، وكانت السنة بين عينيه ولسانه بعبارة رشيقة وعين مفتوحة.انتهى.

  • وقد فسر بعض العلماء المتقدمين أمثال هذه الأحاديث بأنها أخبار عما في علم الله تعالى، ولم يرضه التقي السبكي. قال السيوطي في الخصائص[2]: «فإن قلت: أريد أن أفهم هذا القدر الزائد فإن النبوة وصف لا بد أن يكون الموصوف به موجودًا، وإنما يكون بعد بلوغ أربعين سنة فكيف يوصف به قبل وجوده وقبل إرساله، وإن صلح ذلك فغيره كذلك؟ (قلت): قد جاء أن الله تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد، فقد تكون الإِشارة بقوله: «كنت نبيًّا» إلى روحه الشريفة أو إلى حقيقته والحقائق تقصر عقولنا عن معرفتها، وإنما يعلمها خالقها ومن أمده بنور إلهي.
  •  ثم إن تلك الحقائق يؤتي الله كل حقيقة منها ما يشاء في الوقت الذي يشاء، فحقيقة النبي صلى الله عليه وسلم قد تكون من قبل خلق آدم آتاه الله ذلك الوصف بأن يكون خلقها متهيئة لذلك، وأفاضه عليها من ذلك الوقت فصار نبيًّا» ا هـ. المراد منه.
  • ثم أورد بعد هذا التأويل بأنه كان نبيًّا في العلم الإلهي، وهو ظاهر في حديث العرباض الذي يؤيده حديث عبد الله بن عمرو في صحيح مسلم: «أن الله عز وجل كتب مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ومن جملة ما كتبه في الذكر، وهو أم الكتاب أن محمدًا خاتم النبيين»، والشاهد قوله أن حقيقة نبينا قد تكون مخلوقة قبل خلق آدم، ولو كان هناك حديث يثبت أن نور النبي صلى الله عليه وسلم خلق قبل كل شيء لاحتج به ولم يدع أن حقيقة الإنسان هي شيء غير روحه وجسده ويبني جوابه الثاني على احتمال أن تكون حقيقة النبي صلى الله عليه وسلم خلقت قبل حقيقة آدم.

  •  وهذا الحافظ أبو نعيم وهو قبل السيوطي لم يذكر ذلك الحديث في كتابه دلائل النبوة الذي جمع فيه كل ما رواه في هذا الشأن. 

  • وإذا رجعت إلى استقصاء ما رووه في خلق العالم تراهم أهملوا ذلك الحديث، ورووا ما يخالفه كحديث عبادة بن الصامت عند أبي داود والترمذي «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ» الحديث.

اسئلة متعلقة

...