الحمد لله الذي ملء قلوب عباده بالتقوى والايمان، وجعل اسرارهم في مكنون صدورهم لا يطلع عليها سواه، وألزمهم بعبادته وطاعته ورزقهم البركة والثواب، نشهد انك اللهم واحد لا شريك لك وان محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم المرسلين والانبياء، الحمد لله خالق الارض والسماء، سبحانه نفخ الروح في ادم وعلمه والقى عليه الاسماء، وجعل الملائكة تسجد له ومسكنه الجنة له فيها بقاء، واخبره عن الرجيم وحذره بشرور ألد الخصام والاعداء، وجعل الارض دارا لابنائه ومن امارات رحمته بهم ان ارسل لهم المرسلين والانبياء، اما بعد امرنا الله جل وعلا بالتحلي بصفة كريمة وجميلة وهي صفة الصدق، وامرنا بالابتعاد عن الكذب وقول الزور، كما حث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على الصدق، فالمؤمن يتمتع بخشيته لله جل وعلا، ويحرض على كسب رضاه سبحانه وتعالى ويتقرب منه من خلال عمل الطاعات واجتناب المعاصي، وتعتبر صفة الصدق من الصفات التي تدل على تقوى الله والخوف منه، ويكون الصادق قريب من الناس جميعا ومحبوب منهم، وله مكانة كبيرة بينهم، فعندما يحب الله المتقين الصادقين فإن ذلك يزرع محبته في قلوب الناس، ويعتبر الكذب من صفات المنافقين التي تجعل المتصف بها شخص غير مرغوب بين الناس وينفرون منه.
صفة الصدق من الصفات الي اتصف بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فهو الصادق الامين، وعندما يتحلى المسلم بتلك الصفة فإن ذلك يجعله من المحسنين، وجدير بالثقة، وممن يؤخذ بشهادتهم عند الحاجة، ولما للصدق من فضائل ومحاسن فإنه من الواجب على كل مسلم الالتزام به، وذلك لان فيه منجاة له ومخرجا من الوقوع في المشكلات، كما ان الصدق يجعل صاحبه محبوب ومصدر ثقة بين الناس، وهو من مقومات نجاح المجتمعات وامنها.