حيّاك الله حضرة السائل، وشافاك وعافاك من كل مكروه، لا يجوز رسم الوشم للرجال والنساء؛ لأنه من المحرمات، وجاء هذا في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ قال: (لَعَنَ اللَّهُ الواشِمَةَ والمُسْتَوْشِمَةَ). "أخرجه البخاري"
لِذا يلجأ المسلم للبديل عن ذلك، فلا بأس بعمليات التجميل هنا ونحوها للتداوي وإزالة هذه الجروح، ونسأل الله لك الصبر، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ). "أخرجه البخاري"
وقال ابن عثيمين: "يجب أن نعلم الفرق بين ما اتخذ للزينة والتجميل وما اتخذ لإزالة العيب، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- أذن للصحابي الذي قطع أنفه أن يركب عليه أنفا من ذهب لإزالة العيب الحاصل بقطع الأنف"، وقال ابن باز في أحد أجوبته: "إذا كان الوشم للمداواة أو كان سترا لعيب يؤذي الإنسان -كما في حالتك- فهو جائز وليس بمحرم".
وبناءً على ما سبق يُفضّل أن يلجأ المريض للعلاج والمداواة إذا أمكن إزالة الجروح بها، فإن كان ذلك غير ممكن فله التداوي بالوشم بقدر الحاجة فقط، وبإشراف طبّي، فقد قال أحد العلماء: "الوشم الذي نصحك به الطبيب جائز لا بأس به بشرط عدم المبالغة بتزيينه وتجميله، بل تكتفي بما يحقق إزالة العيب فقط".
هذا والله -تعالى- أعلم.