تحية طيبة لك أيُها السائل الكريم، لا يجوز أن تدعو على نفسك بالموت لأجل حزن أصابك، وهمٌ أفقدك سعادتك، وكد وتعب جعلك تفقد الشغف بالحياة والهمة لفعل أي شيء، أعلم شعورك تمامًا، وكلنا بني البشر أصابنا ما أصابك، ولعلّ بعضنا يعيش حياةً مريرة أكثر ممّا أنت فيه، وفيها من البؤس والنكد ما فيها، وهو على ذلك صابرٌ محتسبٌ، راضٍ بما كتبه الله له، لا تدعو على نفسك بالموت.
وسلِ الله أن يُشعل في قلبك حب الحياة من جديد، وأن يعيد لك الهمة في السعي والطلب؛ ولا بُدّ لك أن تتخذ خطوات جديدة ومُغيرة في حياتك؛ فابحث عن أصدقاء جيدين جدد، والتزم بصلاتك وبورد القرآن، اخرج كل يوم ولا تبقى جالسًا في المنزل.
ولا بأس أن تذهب لطبيب يكشف عليك علّك تُعاني من شيءٍ يُرجى شفاؤه، ابحث عن أحد يحتاج مساعدة وقدم له مساعدتك حتى تشعر أنت بالسعادة وتشعر بأهمية وجودك، نظم يومك ووقتك انشغل بما ينفعك في دينك ودنياك.
ثم إذا أردت؛ فوِض أمرك لله وقل: اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا، ثم استعن بالله ولا تعجز، الله معك في كل خطوة، دمت في أمان الله، واعلم أن النبي قد نهى عن الدعاء على النفس فقال: (لا تَدْعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَمْوَالِكُمْ، لا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ). "أخرجه مسلم"