هل يجوز تخزين لحم العقيقة؟
مرحبا، أنا جدة لأطفال كثير، وقد رزق الله تعالى ابني ببنت جديدة، ويريد ذبح عقيقة لها وتوزيع اللحم على الفقراء، ولكن أشعر أنني أولى من غيري بالعقيقة لأن وضعي المادي متوسط، كما أني أستطيع تخزينها كلها لدي في الفريزر، فهل يجوز تخزين لحم العقيقة وعدم توزيعها؟
الإجابة
أهلًا ومرحبًا بكِ، بورك الله لكما في الموهوبة وشكرتما الواهب ورزقتما برَّها، وأسأل الله العظيم أن ينبتها نباتًا حسنًا، وأن يجعلها من الصالحات المصلحات..
في البداية وبخصوص سؤالك عن حكم تخزين لحم العقيقة، فاعلمي أنَّه يجوز للمسلم تخزين لحمها وعدم توزيعها، فالإجابة على سؤالك هو نعم وجائز ولكِ أن تفعلي ذلك، إلَّا أن بعض أهل العلم عاملها معاملة الأضحية، فأوجب على المسلم إخراج جزءٍ منها، وهذا هو الأحوط والأفضل.
وإنَّ أقلَّ الواجب توزيعه من لحم الأضحية هو نصف رطل، وبناءً على ذلك فالأفضل إخراج على الأقل نصف الرطل من لحم العقيقة للفقراء، خروجًا من الخلاف.
واعلمي أختي الكريمة إن كان وضعك متوسطًا فإنَّ غيرك من المسلمين وضعه أقلُّ من المتوسط، بل إنَّ غيرك من النّاس يكاد لا يجد قوت يومه، لذا فأنصحك بتوزيع جزء من لحم العقيقة على غيرك من فقراء المسلمين، ومن غير أن تنسي نصيب نفسك منها.
وتذكّري الحديث الذي ذكره البخاري في صحيحه والذي رواه النعمان بن بشير عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (تَرَى المُؤْمِنِينَ في تَراحُمِهِمْ وتَوادِّهِمْ وتَعاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إذا اشْتَكَى عُضْوًا تَداعَى له سائِرُ جَسَدِهِ بالسَّهَرِ والحُمَّى).
واعلمي أخيتي أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- رتب أجرًا عظيمًا على إطعام الفقراء والمساكين، وإنَّ هذا الأجر هو الباقي وهو الذي ينفع المتصدقَ عند الله في آخرته، بينما اللحم الذي تريدين تخزينه فإنَّه سينفذ يومًا ما، وإنَّ لذّته لن تدوم.
واجعلي قدوتك في ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين سأل أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن الشاة التي ذبوحها بعد أن قاموا بتوزيع لحمها، فأجابت أنَّه لم يبقَ منها شيء غير كتفها، فقال لها النبي: ( بقيَ كلُّها غيرَ كتفِها)، كما روى ذلك الترمذي في صحيحه.