وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته، بارك الله بحرصك وسؤالك، فإنّه لا مانع من الإستفادة من هذه العروض التي تُقام سنوياً تحت مسمّى "الجمعة السواداء" ما دامت السّلع مُباحة، وقد يجد بعض النّاس إشكالاً في هذا الاسم، إلّا أنّه لا حرج فيه.
وأظنّ أنّ الاسم كناية عن تهافت النّاس للأسواق وأزمات الشوارع، ولا يدل على التشاؤم أوتحت أي مُسمّى للإساءة لهذا اليوم المميّز عند المسلمين، ولا يُعتبر مِن سبّ الدهر المنهي عنه، مع التأكيد على ضرورة التوسط في الإنفاق، وأن تشتري ما تحتاج دون زيادة أو خضوع لاغراءات التخفيض.
وينبغي التنبيه إلى قضية عدم تفويت أيّ صلاة بحجّة التسوق، وأخص بالذكر صلاة الجمعة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) "سورة الجمعة:9"، ففي هذه الأية أمر الله -عز وجل- بالإهتمام بصلاة الجمعة وجعلها في المقام الأول، وتقديمها على كل المنافع والإنشغالات، ومنها البيع والشراء.
حيث إنّ إقامة الصلاة فريضة على كل مسلم، وهي خيرٌ له من الدنيا وما فيها، فلا يتركها لتوفير بعض الدنانير في موسم التخفيض، وهذا النهي يُفيد التحريم، فيحرم البيع والشراء وقت صلاة الجمعة، حتى لو كانت السلع مباحة، لذلك عليك إختيار وقت آخر للتسوق.
وفي الختام، أودّ أن ألفت نظر السائل إلى أنّ (أَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا) كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، فأرجو أن يكون التسوق بقدر الحاجة، لا نزهةً تستغرق اليوم كاملاً، وأن يكون دون الوقوع بأغلاطِ ولهوٍ الأسواق المحرّم؛ كالغش، والخداع، والرّبا، وحلف الأيمان الكاذبة، والإختلاط المحرّم وما فيه من تدافع.
بارك الله في مالك ورزقك الحلال، وأغناك بفضله عمّن سواه.