ما شروط بيع السلم عند المالكية؟
السلام عليكم، اطلعت على شروط بيع السلم عند جمهور الأئمة، ولكنني علمت أن هناك بعض الشروط التي انفرد بها المذهب المالكي، وأريد أن أعرف ما شروط بيع السلم عند المالكية؟
الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، اللهمّ أغننا بالعلم وزيّنا بالحلم، وأكرمنا بالتقوى، وجمّلنا بالعافية، فقد اشترط الفقهاء شروطاً عدة لبيع السلم تتعلّق بما يأتي:
الصيغة: وهي الإيجاب والقبول:
اتّفق الفقهاء ومنهم المالكيّة على صحة الإيجاب والقبول بلفظ السلم أو السلف، واختلفوا بلفظ البيع، والجمهور مع المالكية على جوازه، وعلى صحة القبول بما يدل على الرضا؛ كقبلت ورضيت، ولا بأس عند المالكية خلافاً للجمهور أن تحمل الصيغة شرطاً للعاقدين أو لأحدهما ثلاثة أيام فما دون ذلك، بناء على جواز تأخير قبض رأس مال السلم ثلاثة أيام فما دونه.
العاقدان: المسلِّم، والمسلَّم إليه:
يُشترط فيهما أهليّة الأداء أصالة في الإنسان البالغ العاقل غير المحجور عليه، وفي حال الوكالة لا بد أن يكون كل من الوكيل والموكّل إليه أهلاً لإنشاء عقود المعاوضات الماليّة، سواء بالوكالة الاختياريّة أو الإجبارية التي تكون لمن يلي مال المحجور عليهم من الأولياء والأوصياء.
المحل: وهو: رأس المال، والمسلَّم فيه: ففيه عدّة شروط هي:
أن يكونا مالاً متقوماً
فلا يجوز أن يكون أحدهما خمراً أو خنزيراً، أو ما لا يعدّ مالاً منتفعاً به شرعاً، بشرط عدم اجتماع علّة ربويّة بين البدلين؛ كأن يكونا تمراً وعجوة، ومنها المنافع عند جمهور الفقهاء سِوى الحنفية.
أن يكون رأس مال السّلَم معلوماً
لأنّه بدل في عقد معاوضة مالية، وذلك بأن يكون موصوفاً في الذمّة، بحيث يُنصّ في عقد السّلََم على جنسه، ونوعه، وقدره، وصفته، أو يكون معيَّناً مُشاهَداً عند العقد.
أن يكون المسلَم فيه دينا موصوفاً ومعلوماً في ذمة المسلم إليه لا معيناً بذاته:
وذلك كالمثليات من المكيلات والموزونات والمذروعات والعدديات المتقاربة، والقيميات التي تقبل الانضباط ببيان قدره ووصفه من حيث الجنس والنوع، ولا يجب تفصيل كل الصفات، لأنّ القصد هو رفع الجهالة بالمقدار؛ ولو بالعدد وغيرها من المقدرات، وقال المالكيّة: إنّ العبرة في قياس المكيلات والموزونات وغيرها هو عُرف أهل البلد الذي جرى فيه السّلَم.
أن يكون مؤجلاً إلى وقت معلوم